المراد
من الأحكام العباديّة: التعليمات والأوامر التي يحتاج المكلّف لامتثالها والإتيان
بها إلى قصد القربة، وقد جعلها الشارع المقدّس لغرض تهذيب النفوس وتقوية جانب
العبوديّة في الإنسان، ورغم أنّ بعض العبادات مجهولة الملاك وهويّته في أنظار
المحقّقين، ولكن لا يمكن إنكار هذه الحقيقة، وهي أنّه في بعض الموارد يمكننا
استخراج ملاكات الأحكام العباديّة من باطن الشريعة.
طبقاً
لفتوى بعض الفقهاء: أنّه لو اقيمت صلاة الجمعة وجب على المؤمنين حضورها والاشتراك
فيها على الأحوط، ولكن في حالة عدم إقامتها في زمن معيّن فسوف لاتكون مجزئة عن
صلاة الظهر أيضاً [1].
يستفاد
من هذه الفتوى جيّداً أنّ الفعل العبادي يمكنه أن يكون ذا مصلحة في ظروف زمانيّة
خاصّة، وفاقداً لها في ظروف وشرائط اخر. وبعبارة اخرى: يمكننا اكتشاف ملاك هذه
العبادة في بعض الأزمنة من هذه الفتوى.
إنّ
ما هو المسلّم هنا أنّ من بين المسائل العباديّة ما يكون مقدّماً في نظر الشارع
المقدّس على الآخر، وما أكثر ما يكون لمسألة الزمان ومقتضياته وخصوصيّاته دوراً
واضحاً في هذا التقدّم.
وعليه:
فإنّ ما تصوّره بعض الكتّاب [2] من أنّ بحث العبادات خارج عن