responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسائل الأربع: قواعد أصولیة و فقهیة المؤلف : عدة من الأفاضل    الجزء : 1  صفحة : 558

فهرس الرسالة الصفحة 32

الثواب وإنّما جعل الثواب على ذلك حثّاً على إتيان كلّية مؤديات الأخبار الدالّة على السنن، لعلم الشارع بأنّ فيها كثيراً من السنن الواقعيّة فلأجل التحفّظ عليها جعل الثواب على مطلق ما بلغ منه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، نظير قوله تعالى: (مَنْ جاءَ بالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمثالِها)، حيث جعل تضاعف الأجر للحث على الإتيان بالحسنات فأدلّة الباب إطلاق بالنسبة إلى كل ما بلغ بسند معتبر أو غيره»[1].

ويلاحظ عليه أوّلاً : بأنّ هذا الكلام ليس بياناً لما تفيده هذه الأخبار، الذي هو المطلوب في المقام فإنّ هذا المعنى بهذه الخصوصية لايستفاد من رواية من هذه الروايات، نعم يمكن كونه ملزوماً ونتيجة لمدلولها بأن يكون مفادها مثلاً استحباب العمل البالغ فيه الثواب كما هو مختار بعضهم أو إلغاء شرائط حجية الخبر في المندوبات كما هو المنسوب الى المشهور، ونتيجة ذلك هو التحفّظ على إتيان المستحبات الواقعية والحث على إتيان كلّية مؤديات الأخبار الدالّة على السنن.

وإن شئت قلت: هذا ، أعني: التحفّظ على المستحبات، ثمرة تترتب على جميع الأقوال بل الوجوه المتصوّرة في المقام ولا تعيّن أحدها.

وثانياً : بما عرفت من أنّ لسان هذه الأخبار يعم الواجب والمندوب ولا وجه لاختصاصه بالمندوب، فالمناسب أن يقال: إنّ تحفّظ الشارع وعنايته بالتكاليف وأحكامه من الواجبات والمستحبات، أوجبه على هذا النحو من الخطاب.

وثالثا: بما في قوله (قدس سره) : «إنّ الخطاب الشخصي والخطاب الخصوصي بين فرد أو فردين ربما لا يحصل الهدف به فلأجله يخاطب العموم تحفظاً على الواقع» لوضوح أنّ الوصول إلى الغرض بالخطاب الشخصي والبيان الخاص أسهل من الوصول إليه بالخطاب العمومي، لكثرة عناية الناس بالأوّل دون الثاني.

***


[1]تهذيب الأُصول: 2 / 294.

اسم الکتاب : الرسائل الأربع: قواعد أصولیة و فقهیة المؤلف : عدة من الأفاضل    الجزء : 1  صفحة : 558
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست