responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسائل الأربع: قواعد أصولیة و فقهیة المؤلف : عدة من الأفاضل    الجزء : 1  صفحة : 432

فهرس الرسالة الصفحة 134

2 ـ آية السؤال:

قال سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إن كُنْتُمْ لاتَعْلَمُون) (الأنبياء ـ 7).

دلّت الآية على وجوب السؤال عند الجهل، وليس السؤال هو المقصود بالذّات، بل المقصود هو القيام بما يقتضيه الوقوف على الجواب.

فلو كان أمراً اعتقاديّاً لزمه الاعتناق والتسليم ظاهراً وباطناً، ولو كان من الفروع والأحكام لزمه العمل به، وحاصل الآية: أنّه يلزم على الجاهل السّؤال حتى يقف على الحقيقة ويعمل بوظيفته أمامها، ولاشك أنّ الفقهاء هم أهل الذّكر في مجال الأحكام والفروع، فعلى الجاهل أن يرجع إليهم.

فإن قلت: إنّ أهل الذّكر فُسّر بأئمة أهل البيت (عليهم السلام) وروي عن عليّ (عليه السلام) أنّه قال: «نحن أهل الذّكر» وروي ذلك عن أبي جعفر (عليه السلام)ويعضده أنّ اللّه تعالى سمّى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)ذكراً رسولاً في قوله: (قَدْ أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً * رَّسُولاً يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ ...)(الطلاق ـ 10و 11) [1].

قلت: إنّ الآية تحثّ على السّؤال من أهل الذّكر، وهو أمر كليّ تختلف مصاديقه حسب اختلاف المقامات والموضوعات، فأهل الذّكر بالنّسبة إلى أحوال الأُمم البادية والحضارات المتبدّدة هم المطّلعون على تواريخ الأُمم الماضية، وبالنّسبة إلى مضامين التوراة والإنجيل ومحتوياتهما، وما جرى على أنبياء اللّه ورسله من المقادير هم أهل الكتاب، وهكذا... وأمّا المرويّ عن عليّ (عليه السلام) وأبي جعفر (عليه السلام) إنمّا هو من باب تطبيق الآية على المصداق الأتمّ والأكمل، فهم أدرى


[1]مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي: 7 /40.

اسم الکتاب : الرسائل الأربع: قواعد أصولیة و فقهیة المؤلف : عدة من الأفاضل    الجزء : 1  صفحة : 432
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست