responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسائل الأربع: قواعد أصولیة و فقهیة المؤلف : عدة من الأفاضل    الجزء : 1  صفحة : 21

فهرس الرسالة الصفحة 17

التحسين والتقبيح العقليّان من البديهيات في مجال العقل العملي:

قد وقفت على أنّ محلّ النزاع هو كون الفعل بنفسه موضوعاً للتحسين والتقبيح فعندئذ يطرح السؤال بأنّه كيف يصحّ للعقل القضاء البات على أحد الوصفين بملاحظة نفس الفعل، وما هو السبب لقضائه؟ ولإيضاح هذا الجانب نقول: إنّ هنا وجهين لتقريب ذلك وإليك تقريرهما:

1ـ لزوم انتهاء المجهولات إلى المعلوم بالذات في العقل النظري والعملي:

إنّ الحكماء قسّموا العقل إلى عقل نظريّ وعقل عمليّ، فقال المعلّم الثاني: «إنّ النظرية هي التي بها يحوز الإنسان علم ما ليس من شأنه أن يعمله إنسان، والعملية هي التي يعرف بها ما من شأنه أن يعمله الإنسان بإرادته».

وقال الحكيم السبزواري في توضيحه: «إنّ العقل النظري والعقل العملي من شأنهما التعقّل، لكن النظري شأنه العلوم الصرفة غير المتعلّقة بالعمل مثل: اللّه موجود واحد، وانّ صفاته عين ذاته، ونحو ذلك.

والعملي شأنه العلوم المتعلّقة بالعمل مثل: «التوكّل حسن» و«الرضا والتسليم والصبر محمود» وهذا العقل هو المستقل في علم الأخلاق، فليس العقلان كقوتين متباينتين أو كضميمتين، بل هما كجهتين لشيء واحد وهو الناطقة». [1]

إذا عرفت ذلك نقول: كما أنّ في الحكمة النظرية قضايا نظرية تنتهي إلى قضايا بديهية، ولولا ذلك لعقمت القياسات وصارت غير منتجة، فهكذا في الحكمة العملية، قضايا غير معلومة لاتُعرف إلاّ بالانتهاء إلى قضايا ضرورية،


[1]تعليقات الحكيم السبزواري على شرح المنظومة: 310.

اسم الکتاب : الرسائل الأربع: قواعد أصولیة و فقهیة المؤلف : عدة من الأفاضل    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست