responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاظرات في الالهيات المؤلف : الرباني الگلپايگاني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 54

الشرّيّة إذا أوجبت نحو اختلال في حياة الاِنسان بحيث يوجب هلاكة نفسه أو ما يتعلّق به أو يتضرّر به بوجه.

ومن المعلوم أنّ هذه النسبة والاِضافة متأخّرة عن وجود ذلك الموجود أو تلك الحادثة، فلو تحقّقت الظاهرة وقطع النظر عن المقايسة والاِضافة لا يتّصف إلاّ بالخير، بمعنى أنّ وجود كلّ شيء يلائم ذاته، وإنّما يأتي حديث الشرّ إذا كانت هناك مقايسة إلى موجود آخر، إذا عرفت ذلك فاعلم: أنّما يستند إلى الجاعل أوّلاً وبالذات، هو وجوده النفسي، والمفروض أنّ وجود كلّ من المقيس والمقيس إليه، لا يتصفان بالشرّ والبلاء، بل بالخير والكمال، وأمّا الوجود الاِضافي المنتزع من مقايسة أحد الظاهرتين مع الاَُخرى فليس أمراً واقعياً محتاجاً إلى مبدأ يحقّقها.

وإلى ما ذكرنا أشار الحكيم السبزواري بقوله:

«كلّ وجود ولو كان إمكانياً خير بذاته وخير بمقايسته إلى غيره، وهذه المقايسة قسمان: أحدهما مقايسته إلى علّته، فإنّ كلّ معلول ملائم لعلّته المقتضية إيّاه، وثانيهما مقايسته إلى ما في عرضه ممّا ينتفع به، وفي هذه المقايسة الثانية يقتحم شرٌّ مّا في بعض الاَشياء الكائنة الفاسدة في أوقات قليلة». [1]

الشر عدمي

هناك تحليل آخر للشبهة وهو ما نقل عن أفلاطون وحاصله: أنّ ما يسمّى بالشرّ من الحوادث و الوقائع يرجع عند التحليل إلى العدم، فالّذي يسمّى بالشرّ عند وقوع القتل ليس إلاّ انقطاع حياة البدن الناشىَ عن قطع علاقة النفس عن


[1]الحكيم السبزواري (م1289هـ):شرح المنظومة: المقصد 3، الفريدة 1، غرر في دفع شبهة الثنوية.

اسم الکتاب : محاظرات في الالهيات المؤلف : الرباني الگلپايگاني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست