responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البداء على ضوء الكتابِ والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 23

وأمّا العقل فلقد قامت الأدلّة والبراهين العقليّة ـ عند الإماميّة على أنّ علمه سبحانه عين ذاته لا زائداً عليه، وأنّه علم كلّه لا جهل فيه، وقدرة كلّه لا عجز فيه، وقد تأيّد كلّ ذلك بالبراهين الفلسفيّة والكلاميّة.

بعد هذا وذلك فإنّ تفسير «البداء» في كلام أئمتهم وعلمائهم بالمعنى الباطل ـ الذي لا يصحّ أن ينسب إلى شخص عاديّ، فضلاً عن الأئمة والعلماء ـ تجاف عن الحقيقة.

وبذلك يظهر أنّ ما نقله البلخي والرازي في تفسيرهما ناش عن عدم معرفتهما بعقائد الإماميّة، إذ قال الرازي في تفسير قوله سبحانه: (يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ):[1] قالت الرافضة: البداء جائز على الله تعالى، وهو أن يعتقد شيئاً ثمّ يظهر له أنّ الأمر بخلاف ما اعتقده، وتمسّكوا فيه بقوله: (يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ) (ثم قال:) إنّ هذا باطل لأنّ علم الله من لوازم ذاته المخصوصة، وما كان كذلك كان دخول التغيير والتبدّل فيه محالاً».[2]

وما حكاه إنّما افتعله الأفّاكون الذين ينحتون الكذب لغايات وأغراض فاسدة، وأخذه الرازي حقيقةً راهنةً!!



[1] الرعد: 39 .
[2] تفسير الرازي: 5 / 216 .
اسم الکتاب : البداء على ضوء الكتابِ والسنّة المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست