هذا هو معنى الحديث على أنّه خبر واحد، لا يمكن إثبات العقيدة به.
والعجب أنّ القائل بالجبر يصفهما بالذاتيين، مع أنّه لم يذكر أنّهما من أي مقولة من الذاتيات.
فإن أراد ذاتي باب الإيساغوجي أي الكليّات الخمس، فهو واضح البطلان، إذ معنى ذلك أنّ الشقاء والسعادة إمّا جنس للإنسان أو فصل له.
وإن أراد ذاتي باب البرهان فالمراد منه ما ينتزع عن الشيء بلا ضمّ ضميمة، كالزوجية عن الأربعة، والإمكان بالنسبة للماهية.
فإن أراد ذلك فهو أيضاً مثل المتقدّم، إذ معنى ذلك أنّ فرض الإنسان في أي ظرف من الظروف يقع موضوعاً للشقاء والسعادة، ومن المعلوم أنّه ليس كذلك.
فتعيّن أنّهما من قبيل المحمول بالضميمة، نظير حمل الأبيض على الإنسان ببركة ضمّ البياض إليه، فكذلك السعيد والشقيّ المحمول على الإنسان بوجود ضمائم يكتسبها الإنسان في حياته الدنيوية فيوصف بالشقاء أو بالسعادة.