إنّما هو بنفخ حياة جديدة يكون بها غير الإنسان الأوّل. بل مماثلاً له، وبعبارة أُخرى: إنّ الإعادة إيجاد بعد إيجاد، وتعدّد الفعل يدلّ على تعدّد المفعول.
وإن شئت قلت: تعدّد الإيجاد يدلّ على تعدّد الموجود، فإذن الشخصية الثانية غير الشخصية الأُولى وإن كانت المواد فيها واحدة.
وعلى هذا فخلق العروق والأعصاب والأرجل والأيدي وغيرها من الأعضاء من نفس المادة الترابية والمائية خلق جديد وإيجاد طارئ، فلو أُصيب أو أوقب يكونان في غير محلّهما، لأنّ الشخصية الأُولى انعدمت وحدثت شخصية أُخرى.
وبعبارة مختصرة: الصلة بين الشخصيتين مفقودة، فكيف يمكن أن يقال: إنّ عقاب الشخص الثاني نفس عقاب الشخص الأوّل، فإنّ وحدة المواد لا تضفي على الوجودين وحدة حقيقية؟
ولعلّ هذه الشبهة هي المعروفة بأنّ المعدوم لا يعاد فيمتنع حشر الموتى .[1]