أمّا الشرع فواضح ; وأمّا العقل، فإنّه سبحانه تبارك وتعالى قد وعد عباده في الجنّة بنعم ومثوبات مادّية كما هو ظاهر لمن سبر آيات القرآن الكريم، ومن المعلوم أنّ الروح لا تتمتّع بهذه الجوائز المادّية إلاّ إذا تعلّقت ببدن جسماني عنصري، فوجوب الوفاء بالوعد على الله سبحانه يلزمنا بالقول بالمعاد الجسماني العنصري ولولاه لزم تخلّف الوعد وهو قبيح على الله تعالى، فمن قرأ سورة الرحمن يقف على أنّ لعباده الصالحين نعماً وآلاءً لا تفارق النعم الدنيوية غير أنّها أكمل منها.