إلى عالم الوحي، ولولا السمع لما قدرنا على الحكم بأنّ لله سبحانه في النشأة الأُخرى هذه النعم والنقم.
وبعبارة أُخرى: أنّ البرهان قائم على وجوب المعاد وأمّا كيفيته وأنّ اللّذات عقلية محضة أو عقلية وحسيّة، فإنّما يثبت بالشرع، لأنّ هذه الخصوصيات لا تخضع للبرهان .
يقول الحكيم السبزواري: القول الفحل والرأي الجزل، هو الجمع بين المعادين; لأنّ الإنسان بدن ونفس، وإن شئت قلت: نفس وعقل، فللبدن كمال ومجازاة، وللنفس كمال ومجازاة، وكذا للنفس وقواها الجزئية كمالات وغايات تناسبها، وللعقل والقوى الكلية كمال وغاية، ولأنّ أكثر الناس لا يناسبهم الغايات الروحانية العقلية، فيلزم التعطيل في حقّهم في القول بالروحاني فقط...[1].
ثم إنّ الظاهر من كلام الشيخ الرئيس أنّ البرهان العقلي مختصّ بالمعاد الروحاني، وأمّا الجسماني فقد ثبت بالشرع دون العقل، ولكن يمكننا القول بأنّه أيضاً قد ثبت به.