ويظهر من دراسة الآيات الواردة في سورة النبأ أنّ خلق النظام البديع السائد في الكون كأنّه مقدّمة لتحقيق المعاد، قال سبحانه: (أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا * وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا * وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا * وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا * وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا * وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا * وَجَنَّات أَلْفَافًا * إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا)[1].
وبما أنّ هذا الموضوع وما يشبهه ممّا تعرّض له علماء الكلام والعقائد في مبحث المعاد، لذا رأينا أنّه يلزمنا الإحجام عن إفاضة البحث فيه، وإنّما اللازم أن نشير إلى بعض الشبهات المثارة حول المعاد الجسماني العنصري ونجيب عنها.
لاشكّ أنّ مَن تدبّر في الآيات القرآنية التي تحدّثت عن المعاد، يقف على أنّ المعاد الّذي يتحدّث عنه القرآن الكريم هو معاد جسماني لا روحاني، عنصري لا برزخي.