إليها، وأمّا الآية الأُخرى الّتي تدل على أنّ مَن ارتدّ عن دينه تحبط أعماله في الدنيا والآخرة، فلا تثبت ما نرتئيه، وإليك الآية الكريمة، قال تعالى: (وَ مَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ وَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )[1] .
فالآية تدلّ على حبط عمله، وأنّ ما أتى به من الحسنات ـ حتّى الإسلام ـ يصير فاسداً وتكون كأن لم تكن.
هذا غاية ما يستفاد من حبط العمل ومعناه صيرورته كافراً، ولكن ليس الكلام في كفره وإنّما الكلام في وجوب قتله والآية لا تدلّ عليه، وبذلك يظهر أنّ ما ذكره الرازي في تفسيره لا يعرّج عليه حيث قال: أمّا حبوط الأعمال في الدنيا فهو أنّه يقتل عند الظفر به ويقاتل إلى أن يظفر به ولا يستحق من المؤمنين موالدة ولا نسلاً ولا ثناءً حسناً، وتبين زوجته منه ولا يستحق الميراث من المسلمين.[2]
ومن المعلوم أنّ ما ذكره من التفسير لا تدلّ عليه الآية.
وبعبارة أُخرى: فنحن بصدد بيان دلالة الآية على وجوب