responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجامع للشرائع ط- مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام) المؤلف : الحلي، يحيى بن سعيد    الجزء : 1  صفحة : 8

ونهضتها، ترك فيها خير ما يترك قائد مخلص وحكيم لأُمّته: الكتاب الكريم والعترة الطاهرة، موصياً بالانقياد لهما والاعتصام بحبلهما، قائلاً(صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً».

وتواتر هذا الحديث، واستفاضته وصحّة متنه وسنده تغنينا عن الإفاضة حوله.[1]

وقد أخرجه الحفّاظ من الفريقين في موسوعاتهم الحديثية والتفسيرية والتاريخية.

وهو أبلغ دليل على أنّ العترة كالقرآن الكريم في العصمة والمصونية من الخطاء والزلل، لأنّ اللّه سبحانه وصف كتابه بقوله: (وَانّهُ لَكتابٌ عَزيزٌ* لا يَأْتِيهِ الباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ* تَنْزَيلٌ مِنْ حَكيم حَميد).[2]

وبما انّه(صلى الله عليه وآله وسلم) قَرَنَ العترة بالكتاب، فهما إذن متماثلان، وبذا صحّ قوله(صلى الله عليه وآله وسلم):«ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا أبداً».

ولو كان غير ذلك، وقيل بتجويز الخطاء والزلل عليهم لكانت المعادلة غير صحيحة ولا سديدة.[3]

وكما يعربُ الحديث السالف عمّا ذكرنا، فإنّه يُستفاد منه أيضاً أنّ المنهل الذي ينبغي للأُمّة الإسلامية أن ترده بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لضمان استمرار الهداية


[1] ويكفي في المقام انّ العالم المحقّق المتتبع السيد ميرحامد حسين قد جمع اسناد الحديث، وطرقه في كتابه القيم «عبقات الأنوار» وطبع في 6 مجلدات، وقد نشرت جماعة دار التقريب بين المذاهب الإسلامية رسالة حول أسناد الحديث ومتنه المستفيض.
[2] فصلت:40ـ 42.
[3] ليست العصمة ملازمة للنبوة، فكلّ نبيّ معصوم وليس كلّ معصوم نبيّاً، فهذه مريم العذراء معصومة بنص الكتاب وليست بنبيّ.
اسم الکتاب : الجامع للشرائع ط- مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام) المؤلف : الحلي، يحيى بن سعيد    الجزء : 1  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست