responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإيضاحات السَّنيّة للقواعد الفقهية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 314

رَجُلٌ مِن أقصى المدِينةِ يَسْعَى قالَ يامُوسى إنّ المَلأَ يَأتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إنّي لَكَ مِنَ النّاصِحين)[1]. وهذا قبل أن يبعث موسى للرسالة. كلّ ذلك بناء على وحدة الرجلين مصداقاً .

وهذه الآيات تدلّ على جواز التقية لإنقاذ المؤمن من شرّ عدوّه الكافر.

***

التقية بمعنى التورية

ربّما نسبت التقية إلى بعض الأنبياء ولكن لا بهذا المعنى ـ أي المماشاة مع الكافرين قولاً وعملاً ـ بل بمعنى التورية في تكلّمهم معهم.

روى الصدوق في العلل عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر(عليه السلام) يقول: «لا خير فيمن لا تقية له، وقد قال يوسف: (أيَّتُها العِيرُ إنّكُمْ لَسارِقُون) [2] وما سرقوا شيئاً».[3]

ولا يخفى أنّ يوسف(عليه السلام) لم يكن هو المؤذِّن وإنّما أذَّن بذلك عماله، والنسبة إلى يوسف(عليه السلام)باعتباره هو الآمر، وقد صدرت هذه التورية لبعض المصالح التي فيها عزل أخيه بنيامين عن بقية إخوته، وهذه ليست تقية اصطلاحاً، بل المتّقي هنا هو القوي، والمتّقى منه هو الضعيف.

ونظير ذلك ما روي في حقّ إبراهيم(عليه السلام)، روى الكليني عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله(عليه السلام): «التقية من دين الله»، قلت: من دين الله؟ قال: «أي والله


[1] القصص:20.
[2] يوسف: 70 .
[3] الوسائل:11، الباب24 من أبواب الأمر والنهي، الحديث 18 ولاحظ الحديث 19.
اسم الکتاب : الإيضاحات السَّنيّة للقواعد الفقهية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 314
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست