responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإيضاحات السَّنيّة للقواعد الفقهية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 18

القارئ الكريم أن يدرس ذلك من طريق قراءة القرآن والتاريخ والحديث.

فإن قلت: إذا كان الشهود هو الصنف الخاص من المسلمين فكيف ينسبه القرآن إلى عامّة المسلمين ويقول في سورة الحجّ (وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) وفي سورة البقرة: (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)؟

قلت: لا مانع من ذلك إذا كان هذا الصنف جماعة ممتازة من المسلمين فيصحّ نسبة أمرهم إلى عامّتهم، نظير قوله سبحانه:(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ).[1] فمن المعلوم أنّ كلّ واحد من بني إسرائيل لم يكن ملكاً، بل كان قسم قليل منهم ملوكاً ومع ذلك نسبهم إلى الجميع.

وممّا يدلّ على أنّ المراد من الشهود على سائر الأُمم ليس عامّة المسلمين قاطبة، ما روي عن الإمام الصادق(عليه السلام) في نقد هذا القول، فقال: «قال الله: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) فإن ظننت أنّ الله عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من الموحّدين، أفترى أنّ مَن لا تجوز شهادته في الدنيا على صاع من تمر يطلب الله شهادته يوم القيامة، ويقبلها منه بحضرة جميع الأُمم الماضية، كلاّ لم يَعْن الله مثل هذا من خلقه، يعني الأُمّة التي وجبت لها دعوة إبراهيم (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) وهم الأُمّة الوسطى وهم خير أُمّة أخرجت للناس».[2]

وحاصل الكلام: أنّ للآية ظاهراً وهو أنّ الضمائر الإحدى عشر ترجع إلى عامّة المسلمين فالرسول شهيد عليهم، وهؤلاء أيضاً شهداء على سائر


[1] المائدة:20.
[2] تفسير نور الثقلين:1/112.
اسم الکتاب : الإيضاحات السَّنيّة للقواعد الفقهية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست