أنّ یکون الرسول صلّی اللّه علیه و آله و سلّم غیر مستحقّ للخلافة قبل الهجرة، و أنّ علیّا علیه السّلام لم یکن مستحقّا للخلافة أیّام الثلاثة، إذ إنّهما لم یخرجا حینذاک. و لقد جعل الباری تعالی الإمامة أمرا من أموره یضعه حیث یشاء کما سبق القول فیه، و إنّه لم یجعلها أبدا مشروطة بالقیام، بل جعلها فی أحد المواضع مشروطة بالصبر، فقال: وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا [1]، جعلها فی موضع آخر مشروطة بالعصمة، فقال: لا یَنالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ [2]. (1) الخامس: لو کانت الإمامة فی بنی فاطمة لا بشرط معیّن فقد یخرج یوما عشرة نفر من الفاطمیّین [فیکون کلّ منهم إماما واجب الطاعة]، و هذا هو الفساد المحض. (2) السادس: لمّا ثبت شرط العصمة بطلت إمامة المدّعین من الزیدیّة. (3) السابع: الإجماع قائم علی أنّ إجماع الصحابة حقّ، و قد افترق الصحابة إلی ثلاث فرق: القائلون بالنصّ و هم القائلون بإمامة علیّ علیه السّلام، و القائلون بالمیراث و هم القائلون بإمامة بنی العبّاس، و القائلون بالاختیار و هم القائلون بإمامة الصحابة [الثلاثة]، و لیس لهم رابع. و هم مجمعون علی بطلان الفرقة الرابعة القائلة بإمامة القائم بالسیف، و لو صحّت إمامة القائم بالسیف لأخبر عنها اللّه و رسوله، و لبلغنا ذلک الإخبار.[1]- السجدة: 24. [2]- البقرة: 124.