responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحفةالابرار المؤلف : الطبري‌، عماد الدين    الجزء : 1  صفحة : 121

کَثِیراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی وَ مَنْ عَصانِی فَإِنَّکَ غَفُورٌ رَحِیمٌ [1]. إنّ إبراهیم دعا ربّه أن لا یکون أولاده مشرکین من أجل أن یکونوا لائقین بعهد النبوّة و الإمامة، و من هنا قال: فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی. و ینشأ من فحوی کلامه أنّه «و من لم یتبعنی فلیس منّی». و قد قال الحقّ تعالی لنوح لَیْسَ مِنْ أَهْلِکَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَیْرُ صالِحٍ [2]، فلیس من نوح من سجد لصنم و لا ینال النبوّة و الإمامة من لا یتبعه، و فیه إشارة لطیفة. و کون الإمامة فی الذریّة إنّما هو سنّة إلهیّة وَ لا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِیلًا [3]. و هذا الأمر صادق فی علیّ علیه السّلام إذ هو من ذریّة هاشم، و هو الوجه الثانی للنبوّة. أ لا تری أنّ الإمامة انتقلت فی ولده، خلافا للصحابة الذین تعاقدوا علی إعانة بعضهم لنیل الملک، فلم یمکنهم عند الموت أن یوصوا بالأمر إلی أولادهم، و لو فعلوا لاختلفوا و انکشف سرّهم، و لشنّع بعضهم علی بعض، و لانفضح ما تبانوا علیه سرّا، لذا أدلی کلّ واحد منهم بها إلی الآخر؛ و هذه المسألة حجّة عظیمة فی إمامة علیّ و ولده.
(1) فائدة: آیة یَوْمَ نَدْعُوا کُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ [4] دلیل علی أنّ الإمام هو مقدّم الخلق فی الدنیا، و هو کذلک مقدّمهم فی الآخرة أیضا، فینبغی الاحتیاط کی لا یکون جائز الخطأ، إذ یمکن أن یقود الرعیة بزلّاته إلی جهنّم. و قد أشیر إلی هذا فی قوله تعالی إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِینَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِینَ اتَّبَعُوا [5].
(2) فائدة: قیل إنّ المراد بالإمام فی الآیة وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً [6] هو الإمام علیّ علیه السّلام، و المتّقون شیعته. و قد أورد قید «المتّقین» لیخرج منه حکم: فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْکُفْرِ [7]، جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَدْعُونَ إِلَی النَّارِ [8].
[1]- إبراهیم: 35 و 36.
[2]- هود: 46.
[3]- الإسراء: 77.
[4]- الإسراء: 71.
[5]- البقرة: 166.
[6]- الفرقان: 74.
[7]- التوبة: 12.
[8]- القصص: 41.
اسم الکتاب : تحفةالابرار المؤلف : الطبري‌، عماد الدين    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست