responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية الدراية في شرح الکفاية - ط قديم المؤلف : الغروي الإصفهاني، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 397

شوق متعلّق بالتأمّل الموجب لحدوثه.

و أمّا سرّ عدم التكليف المقدّمي بالإرادة فلمّا أسمعناك آنفاً أنّ الغرض حيث إنّه مترتّب على الفعل الصادر عن إرادة لا عن إرادة منبعثة عن إرادة أخرى،و هكذا فحينئذ لا مجال للبعث نحو الإرادة إذ معنى البعث جعل الباعث و الداعي نحو الشيء و لا يكون البعث باعثاً و داعياً إلاّ بواسطة الإرادة فالإرادة بنفسها مقوّمة للانبعاث نحو الفعل و لا يعقل أن تكون الإرادة مبعوثاً إليها إلاّ إذا أريد انبعاثها عن إرادة و المفروض ترتّب الغرض على مجرّد الفعل الصادر عن إرادة بل مقتضى النّظر الدّقيق أنّ الغرض دائماً مترتّب على ذات الفعل و أنّ الإرادة لا مقدّميّة لها دائماً و أنّما اعتبرت الإرادة من جهة أنّ البعث و الانبعاث حتّى في التوصّليّات لا يكون إلاّ عن إرادة لتقوّمها بها فهي مقدّمة للفعل الواقع على صفة المبعوثيّة و الوجوب لا له مطلقا.

و قد عرفت أيضا أنّ إرادة الغير كسائر مقدّمات فعله مرادة للأمر بإرادة واحدة ناشئة من غرض الوصول إلى المعلول و لا يلزم من البعث إلى ما عداها تفويت غرضه لأنّ نفس البعث النفسيّ و إن تعلّق بالفعل إلاّ أنّه مقدّمة للإرادة و انبعاث المأمور متقوّم بها فالبعث إلى كلّ فعل مقدّمة لوجود الإرادة لا أنّه بعث نفسيّ و مقدّمي،و حيث إنّ نفس البعث النفسيّ وافٍ بتحصيل الإرادة فلا بعث بتخصيص البعث المقدّمي بما عداها فافهم و اغتنم.

قوله:إنّ التوصّل بها إلى الواجب من قبيل شرط الوجود إلخ :لا يخفى عليك أنّ التوصّل ينتزع عن المقدّمات بملاحظة بلوغها إلى حيث يترتّب عليها الواجب و يمتنع انفكاكها عنه فهو ملازم لترتّب الواجب لا أنّه منتزع منه حتّى يرجع الأمر إلى شرطيّة الواجب النفسيّ لمقدّماته كي يتوهّم محذور الدور تارةً[1]و لزوم ترشّح الوجوب الغيري إلى الواجب النفسيّ أخرى،أو لزوم

اسم الکتاب : نهاية الدراية في شرح الکفاية - ط قديم المؤلف : الغروي الإصفهاني، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 397
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست