responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية الدراية في شرح الکفاية - ط قديم المؤلف : الغروي الإصفهاني، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 128

«زيد كاتب السلطان»معنى واحد و مفهوم فارد،و مطابق كل واحد حيثيّة،ذاته حيثيّة طرد العدم لكن العناية المصحّحة للإطلاق مع عدم المطابق له في ظرف الاتّصاف كون المورد باتّخاذه المبدأ حرفة و شغلا كالمطابق له،و أمّا ما لم يكن مبدؤه قابلاً للانتساب بذاته،كالتّامر و اللابن و البقّال لأنّ مباديها أسماء الأعيان، فلا بدّ من الالتزام بأنّ الربط الملحوظ بينها و بين الذات ربط تبعي لا بالذّات بمعنى أنّ حقيقة الربط أوّلاً و بالذات بين الذات،و اتّخاذ بيع التمر و اللبن و البقل حرفة و شغلا إلاّ أنّ التمر و اللبن و البقل صارت مربوطة بالذات بالتبع لا بالذات، و كذا الحدّاد فانّ الحديد مربوط بالذات باتّخاذ صنعة الحديد حرفة لا بالذات فهذه الهيئة كسائر الهيئات في أصل المفهوم و المعنى،غاية الأمر أنّ الربط فيها ربط مخصوص من شأنه صدق الوصف على الذات ما دام الربط الذاتي المصحّح لهذا الربط باقياً لا أنّ المبدأ اتّخاذ الحرفة،و لا أنّ الهيئة موضوعة للأعمّ.

و أمّا ما عن المحقق الدواني من عدم لزوم قيام المبدأ في صدق المشتق مستشهداً بمثل المقام و لذا جعل الموجود بمعنى المنتسب إلى حقيقة الوجود لا ما له الوجود،ففيه أنّ الأوصاف الاشتقاقيّة من وجود الذات و عناوينها و المبدأ بلا لحاظ القيام ليس وجهاً و لا عنواناً لشيء بلا كلام و سيجيء إن شاء اللّٰه تعالى تحقيقه،كما أنّ ما ذكرنا في تحقيق حال الحداد و نحوه أولى ما ذكره بعض أكابر فنّ المعقول [1]في جواب المحقق الدواني حيث قال ما ملخصه«أنّ المبدأ في الحداد و الشمس هو التحدد أو الحديديّة و التشمس أو الشمسيّة بدعوى أنّ للحديد حصولا في صانعه باعتبار مزاولته لصنعة الحديد فكأنّه صار ذا قطعة منه خصوصاً بملاحظة قيام الحديد بذهنه من جهة كثرة المزاولة لا مجرد الملاحظة، و كذا في الشّمس فانّه لكثرة وقوع شعاع الشمس عليه كأنّه صار قطعة منها لكن ما ذكرنا أقرب إلى الاعتبار العرفي كما هو غير خفي فتدبّر في أطراف ما ذكرنا في المقام.


[1] -صدر المتألهين.

اسم الکتاب : نهاية الدراية في شرح الکفاية - ط قديم المؤلف : الغروي الإصفهاني، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست