responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية الدراية في شرح الکفاية - ط قديم المؤلف : الغروي الإصفهاني، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 114

هو،فلا يصحّ أن يقال للهواء أنّه ماء،و الحمل في المشتقات حمل ذي هو، و حمل انتساب،و يكفى في النسبة مجرد الخروج من العدم إلى الوجود،فيصح الحمل على المتلبّس و على ما انقضى عنه دون ما يتلبس.

قلت:فيه من الخلط ما لا يخفى،على من له خبرة بالاصطلاح المرسوم في تقسيم الحمل إلى هو هو،و ذي هو،توضيحه أنّ ما كان قابلا لأن يحمل على شيء من دون واسطة لفظة ذي و لا اشتقاق لغوي فهو المحمول مواطاة كما في «الإنسان جسم»و«هذا حجر»و ما لم يكن قابلا للحمل إلاّ بأحد الأمرين المزبورين كالأعراض من السواد و البياض مثلا،فهو المحمول اشتقاقا،إذا السّواد مثلا لا يحمل على موضوعه بنفسه،بل بواسعة لفظة ذي فيقال:«الجسم ذو سواد»أو بواسطة اشتقاق وصف منه فيقال:«الجسم أسود»فالمحمول بالاشتقاق نفس العرض و الوصف المشتق منه محمول مواطاة لعدم الحاجة في حمله إلى الشيء،و اشتقاقية الحمل بالإضافة إلى المبدأ دون الوصف فانّ حمله حمل بالمواطاة قطعاً.

قال:العلامة الطوسي-قدس سره-القدوسي في شرح منطق الإشارات [1]بعد ما بيّن حقيقة الحمل مواطاة ما لفظه-ره-و«هنا نوع آخر من الحمل يسمّى حمل الاشتقاق،و هو حمل ذو هو كالبياض على الجسم،و المحمول بذلك الحمل لا يحمل على الموضوع وحده بالمواطاة بل يحمل مع لفظة ذو،كما يقال «الجسم ذو بياض»أو يشتق منه اسم كالأبيض،و يحمل بالمواطاة عليه كما يقال «الجسم أبيض»و المحمول بالحقيقة هو الأوّل»انتهى.

و غرضه من الأوّل هو المحمول بالمواطاة فاتّضح أنّ حمل الأوصاف حمل هو هو و المواطاة لا حمل ذي هو،و بالاشتقاق كما تخيّله المعاصر المتقدم، و إسناد اختلاف الحمل على الوجه المزبور إلى العلماء من المتأخرين و القدماء، و جعله منشأ لهذا الخلاف العظيم سخيف جداً كما لا يخفى.


[1] -الإشارات و التنبيهات،الجزء الأوّل في علم المنطق ص 31.

اسم الکتاب : نهاية الدراية في شرح الکفاية - ط قديم المؤلف : الغروي الإصفهاني، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست