responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اصول الحديث وأحكامه في علم الدّراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 195

خروجاً عليه و مروقاً من الدين: الأشعث بن قيس الكندي، ومسعر بن فدكي التميمي، وزيد بن حصين الطائي، حينما رأوا أنّ جيش معاوية رفعوا المصاحف على رؤوس الرماح، ودعوا عليّاً (عليه السلام)وأنصاره إلى حكومة القرآن، وقالوا لعلي (عليه السلام): «القوم يدعوننا إلى كتاب اللّه، وأنت تدعونا إلى السيف!، لترجعنّ الأشتر عن قتالهم وإلاّ فعلنا بك مثل ما فعلنا بعثمان!» فاضطرّ إلى ردّ الأشتر عن ساحة القتال بعد أن شارف جيش معاوية على الهزيمة ولم يبق منهم إلاّ شرذمة قليلة فيهم حشاشة، فامتثل الأشتر أمره.

إنّ الخوارج حملوا الإمام على قبول التحكيم بأن يبعث رجلاً من أصحابه ويبعث معاوية مثله من أصحابه حتى يتحاكما إلى القرآن ويعملا بحكمه وأمره، وعندما أراد الإمام أن يبعث عبداللّه بن عباس منعوه عن اختياره، وقالوا: هو منك، وحملوه على بعث أبي موسى الأشعري ، فجرى الأمر على خلاف ما رضي به.

ثمّ إنّ هؤلاء الذين أصرّوا على التحكيم، خرجوا عليه ثانياً بحجّة أنّ الإمام حكّم الرجـال ولا حكـم إلاّ للّه، وهم المارقة الذين اجتمعوا بالنهروان ويقال لهم «الحروريّة».

وكبار الفرق من الخوارج عبارة عن: المحكّمة، الأزارقة، النجدات، البيهسية، العجاردة، الثعالبة، الصفريّة، الإباضيّة، وقد أكل عليهم الدهر وشرب وأفناهم، ولم يبق منهم إلاّ الفرقة الأخيرة، وهم المعتدلة من بين فرق الخوارج، وهم ـ في هذه الأعوام الأخيرة ـ يتبرأون من تسميتهم بالخوارج، ويدّعون أنّهم ليسوا منهم وأنّهم من أتباع عبداللّه بن اباض.

ويجمع الفرق القول بالتبرّي من عثمان وعلي و يقدّمون ذلك على كل

اسم الکتاب : اصول الحديث وأحكامه في علم الدّراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست