وهذه العبارة تشير إلى إكثار الرواية، وكثرة النقل عن شخص ممّا يدلّ على الوثاقة.
وقال الكشّي في ترجمة محمد بن سنان: قد روى عنه الفضل بن شاذان، وأبوه، ويونس، ومحمد بن عيسى العبيدي، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، والحسن والحسين ابنا سعيد الأهوازيّان، وأيّوب بن نوح وغيرهم من العدول والثقات من أهل العلم[2].
وهذا نصّ في أن ّ رواية الأجلاّء عن أحد تنافي القدح فيه. إذ الكشّي إنّما ذكر هذه العبارة في مقام الدفاع عن محمد بن سنان حيث طعنوا فيه وقدحوه،فدافع عنه برواية العدول من أهل العلم عنه، وهذا يعرب عن أنّ رواية العدول لاتجتمع إلاّ مع كون الرجل ثقة.
ولأجل أنّ رواية الثقاة لا تجتمع مع القدح في الراوي، ذكر النجاشي في ترجمة جعفر بن محمد بن مالك بن عيسى، قال: أحمد بن الحسين ]ابن الغضائري[، كان يضع الحديث وضعاً، ويروي عن المجاهيل، وسمعت من قال: كان أيضاً فاسد المذهب والرواية، ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة: أبو علي بن همام، وشيخنا الجليل الثقة: أبو غالب الزراري، وليس هذا موضع ذكره[3].
قال صاحب المعالم في منتقى الجمان: ولولا وقوع الرواية من بعض