responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 549

يوما من أيام الشمس و كذلك نأخذ أيام كل كوكب بهذا اليوم الحاكم على الكل إذ كان انتهاء دورة الفلك المحيط فنأخذ يوم كل كوكب بقدر قطعه الفلك الأقصى و هو الأطلس الذي لا كوكب فيه فأكبرها قطعا فيه فلك الكواكب الثابتة و إنما سميت ثابتة لأن الأعمار لا تدرك حركتها القصر الأعمار لأن كل كوكب منها يقطع الدرجة من الفلك الأقصى في مائة سنة إلى أن تنتهي إليها فما اجتمع من السنين فهو يوم ذلك الكواكب فيحسب ثلاثمائة و ستين درجة كل درجة مائة سنة و قد ذكر لنا في التأريخ المتقدم أن تاريخ أهرام مصر بنيت و النسر في الأسد و هو اليوم عندنا في الجدي فاعمل حساب ذلك تقرب من علم تاريخ الأهرام

فلم يدر بانيها و لم يدر أمرها على أن بانيها من الناس بالقطع
و لقد أراني الحق تعالى فيما يراه النائم و أنا طائف بالكعبة مع قوم من الناس لا أعرفهم بوجوههم فأنشدونا بيتين ثبت على البيت الواحد و مضى عني الآخر فكان الذي ثبت عليه من ذلك

لقد طفنا كما طفتم سنينا بهذا البيت طرا أجمعينا
و خرج عني البيت الآخر فتعجبت من ذلك فقال لي واحد منهم و تسمى لي باسم لا أعرف ذلك الاسم ثم قال لي أنا من أجدادك قلت له كم لك منذ مت فقال لي بضع و أربعون ألف سنة فقلت له فما لآدم هذا القدر من السنين فقال لي عن أي آدم تقول عن هذا الأقرب إليك أو عن غيره

فتذكرت حديثا عن رسول اللّٰه ص إن اللّٰه خلق مائة ألف آدم فقلت قد يكون ذلك الجد الذي نسبني إليه من أولئك و التأريخ في ذلك مجهول مع حدوث العالم بلا شك فإن العالم لا تصح له رتبة القدم أي نفي الأولية لأنه مفعول لله أوجده عن عدم مرجح بوجود مرجح لأن الإمكان له من ذاته فالترجيح لا يزال له و كل ما زاد على الأعيان التي هي محل ظهور الأحكام فصورتها صورة الزمان نسب و إضافات لا أعيان لها من أكوان و ألوان و نعوت و صفات و لكل نسبة و إضافة و كون و لون و نعت و صفة اسم خاص أو أسماء هذا تحقيق الأمر في كل ما ذكرناه و قل بعد ذلك ما شئت

«الباب الأحد و التسعون و ثلاثمائة في معرفة منازلة المسلك السيال الذي لا يثبت عليه أقدام الرجال السؤال»



رأيت الحق في الأعيان حقا و في الأسماء فلم أره سوائي
و لست بحاكم في ذاك وحدي فهذا حكمه في كل رائي
و عند المثبتين خلاف هذا هو الرائي و نحن له المرائي

[الأعيان المحدثات]

قال اللّٰه عز و جل فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ قَتَلَهُمْ و هو القائل وَ اقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ فأظهر آمرا و أمرا و مأمورا في هذا الخطاب التكليفي فلما وقع الامتثال و ظهر القتل بالفعل من أعيان المحدثات قال ما هم أنتم الذين قتلتموهم بل أنا قتلتهم فأنتم لنا بمنزلة السيف لكم أو أي آلة كانت للقتل فالقتل وقع في المقتول بالآلة و لم يقل فيه إنه القاتل و قيل في الضارب إنه القاتل كذلك الضارب به بالنسبة إلينا مثل السيف له عنده فلا يقال في المكلف إنه القاتل بل اللّٰه هو القاتل بالمكلف و بالسيف فقام له المكلف مقام اليد الضاربة بالسيف كالحجر الأسود يمين اللّٰه في البيعة تقبيلا و استلاما كالمصافحة من الشخصين و تحرير هذه المنازلة معرفة الأمور الموجبة للاحكام هل لها أعيان وجودية أو هي نسب تطلبها الأحكام فهي معقولة بأحكامها و بقي العلم في المحل الذي ظهرت فيه هذه الأحكام ما هو هل هو عين الممكن و هذه النسب للمرجح مثل ما قال فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ قَتَلَهُمْ و قوله وَ اللّٰهُ خَلَقَكُمْ وَ مٰا تَعْمَلُونَ أو هل المحل وجود الحق و هذه الأحكام أثر الممكنات في وجود الحق و هو ما يظهر فيه من الصور فكل صورة تشهد صورة و هي آثار الممكنات في وجود الحق فيرى زيد صورة خالد في وجود حق و يرى خالد صورة زيد في وجود حق و كذلك كل حالة يرى تلك الصورة عليها مثل الصورة سواء و كلا الأمرين قد قال به طائفة من أهل اللّٰه و كيفما كان على القولين فلا يتمكن لكل صاحب قول الثبات على أمر واحد بل بنفس ما يثبت الحكم لأمر يثبته لأمر آخر و ينفيه عن ذلك الأمر الأول فهو ينفي السابق و يثبت اللاحق فبأي أمر بدأ يكون له هذا الحكم في القولين معا مثل قوله وَ مٰا رَمَيْتَ

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 549
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست