responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 513

سابقته عين خاتمته لأنه ليس له في كونه غير زمان كونه خاصة ثم ينعدم لنفسه و إنما تتميز السابقة فيه من الخاتمة بالحكم فتحكم عليه بالوجود في السابقة و بالعدم في الخاتمة و في عين سابقته عين خاتمته لأنه ليس له وجود في الزمان الثاني من زمان وجوده فافهم

[خاتمة السالكين]

و اعلم أن السالك إذا وصل إلى الباب الذي يصل إليه كل سالك بالاكتساب فأخر قدم في السلوك هو خاتمة السالكين ثم يفتح الباب و تخرج العطايا و المواهب الإلهية بحكم العناية و الاختصاص لا بحكم الاكتساب و هذا الباب الإلهي قبول كله لا رد فيه البتة بخلاف أبواب المحدثات و فيه أقول

كل باب إذا وصلت إليه أمكن الرد و القبول جميعا
غير باب الإله فهو قبول للذي جاءه سميعا مطيعا
و الذي رد إذ تخيل فيه أنه الباب خر ثم صريعا
فيناديه ربه ليس بابي إن بابي لمن يريد خشوعا
لو تفطنت حين جئت إليه كنت عاينت فيك أمرا بديعا
أنت ما أنت لست أنت سوانا فاسكب إن شئت للفراق دموعا
و لما وصلت في جماعة الواصلين من أهل زماني إلى هذا الباب الإلهي وجدته مفتوحا ما عليه حاجب و لا بواب فوقفت عنده إلى أن خلع على خلعة الوراثة النبوية و رأيت خوخة مغلقة فأردت قرعها فقيل لي لا تقرع فإنها لا تفتح فقلت فلأي شيء وضعت قيل لي هذه الخوخة التي اختص بها الأنبياء و الرسل ع و لما كمل الدين أغلقت و من هذا الباب كانت تخلع على الأنبياء خلع الشرائع ثم إني التفت في الباب فرأيته جسما شفافا يكشف ما وراءه فرأيت ذلك الكشف عين الفهم الذي للورثة في الشرائع و ما يؤدي إليه اجتهاد المجتهدين في الأحكام فلازمت تلك الخوخة و النظر فيما وراء ذلك الباب فجليت لي من خلفه صور المعلومات على ما هي عليه فذلك عين الفتح الذي يجده العلماء في بواطنهم و لا يعلمون من أين حصل لهم إلا إن كوشفوا على ما كشف لنا فالنبوة العامة لا تشريع معها النبوة الخاصة التي بابها تلك الخوخة هي نبوة الشرائع فبابها مغلق و العلم بما فيها محقق فلا رسول و لا نبي فشكرت اللّٰه على ما منح من المتن في السر و العلن فلما اطلعت من الباب الأول الذي يصل إليه السالكون الذي منه تخرج الخلع إليهم رأيت منه شكر الشاكرين كالصور التي تجلت لنا خلف الخوخة و الظاهر من الشكر كالخوخة فلم أر شاكرا إلا لواحد من خلف الكلمات الظاهرة فلم أجد في تلك الحالة مساعد إلى على الشكر فقلت أخاطب ربي تعالى عز و جل

إذا رمت شكرا لم أجد لك شاكرا و إن أنا لم أشكر أكون كفورا
سترت عقول الخلق بالسبب الذي وضعت فلم آنس عليك غيورا
و قد بلغت عنك التراجم غيرة أمرت بها عبدا بتلك خبيرا
لذلك لم تشهد و لم تك ظاهرا و لو كنت مشهودا لكنت غفورا
و قد قلت بالتلبيس في الملك الذي بعثت شخيصا للأنام بصيرا
و كيف لنا بالعلم و الأمر لم يزل على حالة الإمكان منك ظهيرا
فكان محمد ص عين سابقة النبوة البشرية

بقوله معرفا إيانا كنت نبيا و آدم بين الماء و الطين و هو عين خاتم النبيين بقوله تعالى وَ لٰكِنْ رَسُولَ اللّٰهِ وَ خٰاتَمَ النَّبِيِّينَ لما ادعى فيه أنه أبو زيد نفى اللّٰه تعالى عنه أن يكون أبا لأحد من رجالنا لرفع المناسبة و تمييز المرتبة أ لا تراه ص ما عاش له ولد ذكر من ظهره تشرع تفأله لكونه سبق في علم اللّٰه أنه خاتم النبيين و

قال ص إن الرسالة يعني البعثة إلى الناس بالتشريع لهم و النبوة قد انقطعت أي ما بقي من يشرع له من عند اللّٰه حكم يكون عليه ليس هو شرعنا الذي جئنا به فلا رسول بعدي يأتي بشرع يخالف شرعي إلى الناس و لا نبي يكون على شرع ينفرد به من عند ربه يكون عليه فصرح أنه خاتم نبوة التشريع و لو أراد غير ما ذكرناه لكان معارضا

لقوله إن عيسى ع ينزل فينا حكما مقسطا يؤمنا بنا أي بالشرع الذي نحن عليه

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 513
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست