responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 495

[الإجابة فرع عن السؤال]

و اعلم أن الإجابة فرع عن السؤال فهذا عبد مؤثر بسؤاله و دعائه في سيده مؤثر فيه الإجابة لعبده

فإن اللّٰه قد أثبت لنفسه عز و جل على لسان رسوله ص أن العبد يرضى اللّٰه فيرضى و يغضب اللّٰه فيغضب و يسخط اللّٰه فيسخط و يضحك اللّٰه فيضحك و ما أشبه ذلك مما ورد في الكتاب و السنة و الحق تعالى يؤثر في العبد السؤال ليجيب و الفعل المسخط للحق ليسخط و ذلك لتعلم إن الأمر دوري كروي و أن منتهى الدائرة ترجع لنقطة ابتدائها فينعطف الآخر على الأول ليكون هو الأول و الآخر فما أرضاه إلا هو و لا أسخطه إلا هو لأنه يتعالى أن يكون مؤثرا لغيره فافهم و ليس لله حكم في العالم إلا ما ذكرناه أ لا تراه يقول سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاٰنِ و لا شغل له إلا بنا فمنا يفرغ لنا فلو زلنا لكان و لم يكن وجودا و تقديرا و لا يعقل الأمر إلا هكذا و لبطلت الإضافات و لا تبطل لأنها لنفسها هي إضافات فلا يعقل الرب لا مضافا و لذلك ما جاء في القرآن قط مطلقا من غير إضافة و إن اختلفت إضافاته فتارة يضاف إلى أسماء الضمائر و تارة يضاف إلى الأعيان و تارة يضاف إلى الأحوال و إن لم تعقل معرفتك بربك هكذا و إلا فما عرفت ربك أصلا و إنما عرفت بالتقسيم العقلي أن حكم الواجب الوجود لذاته أن يكون كذا و هل ثم واجب وجود لذاته أم لا فلا تعرفه إلا بك و ما لم نعرفه إلا بك فلا بد أن يكون العلم به موقوفا على علمك بك فوجودك موقوف على وجوده و العلم بربوبيته عليك موقوف على العلم بك فله الأصل في الوجود و لك حكم لفرع في الوجود و أنت الأصل في العلم به و له حكم الفرع في العلم نشء صورة الركعة الثالثة من الوتر انتشا منها رجل من رجال اللّٰه يدعى عبد الحميد

[الثناء على اللّٰه على نوعين مطلق و مقيد]

اعلم أن الثناء على اللّٰه على نوعين مطلق و مقيد فالمطلق لا يكون إلا مع العجز مثل

قوله ص لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك

قال قائلهم إذا نحن أثنينا عليك بصالح فأنت الذي نثني و فوق الذي نثني
و لا يمكن أن يحيط مخلوق بما يجب لله تعالى من الثناء عليه لأنه لا يمكن أن يدخل في الوجود جميع الممكنات و لكل ممكن وجه خاص إلى اللّٰه منه يوجده اللّٰه و منه يعرفه ذلك الممكن و منه يثنى عليه الثناء الذي لا يعرفه إلا صاحب ذلك الوجه لا يمكن أن يعلمه غيره و لا يدل عليه بلفظ و لا إشارة فهذا مطلق الثناء على اللّٰه بكل لسان مما كان و يكون و لهذا ثواب قول القائل سبحان اللّٰه عدد خلقه لا يتصور وقوعه في الوجود لكن لا يزال يوجد ثوابه حالا بعد حال على الدوام إلى ما لا يتناهى و لهذا أيضا جاء به الشرع مثلثا أن يقول العبد ذلك ثلاث مراتب ليحصل بذلك الثواب المحسوس و الثواب المتخيل و الثواب المعنوي فينعم حسا و خيالا و عقلا كما يذكر حسا و خيالا و عقلا كما يعبد حسا و خيالا و عقلا و كذلك ذكر العبد مداد الكلمات الإلهية و كذلك زنة عرشه إذا كان العرش العالم كله بمحدده و كذلك رضا نفسه فيما يفعله أهل الجنة و أهل النار فإنهم ما يفعلون و لا يتصرفون إلا في المراضي الإلهية لأن الموطن يعطيهم ذلك بخلاف موطن الدنيا و التكليف فإنهم يتصرفون في موطن الدنيا بما يرضي اللّٰه و بما يسخطه و إنما كان ذلك لكون النار جعلها اللّٰه دار من سخط عليه فلا بد أن يتحرك أهلها فيما يسخط اللّٰه في دار الدنيا فإذا سكنوا دار النار و عمروها لا يمكن أن يتحركوا إلا في مرضاة اللّٰه و لهذا يكون المال لأهلها إلى حكم الرحمة التي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ و إن كانت دار شقاء كما يقول في الرسول الذي انتهت رسالته و فرغ منها و انقلب إلى اللّٰه أنه رسول اللّٰه و إن كان في ذلك الحال ليس برسول كذلك نقول في دار الشقاء إنها دار شقاء و إن كان أهلها فيها قد زل عنهم الشقاء و أما الثناء المقيد فالحكماء يقيدونه بصفة التنزيه لا غير و إن أثنوا عليه بصفة الفعل فبحكم الكل أو الأصالة لا يحكم لشخص و ما عدا الحكماء فيقيدون الثناء على اللّٰه بصفة الفعل و صفة التنزيه معا و هؤلاء هم الكمل لأنهم شاركوا الحكماء فيما علموا و زادوا عليهم بما جهله الحكماء و لم يعلموه لقصور همهم للشبهة التي قامت لهم و حكمت عليهم بأنه تعالى ما صدر عنه إلا الواحد المشار إليه فقط و بأنه تعالى لا يجوز عليه ما نعت به نفسه في كتابه إذ لم يثبت عندهم في نظرهم كتاب منزل و لا شخص مرسل على الوجه الذي هو الأمر في نفسه و عند أهل الكشف و الايمان انصرف و بعض عقول النظار مثل المتكلمين و غيرهم ممن يقول بذلك من جهة النظر العقلي و قد سر في العالم كله حكم صور هذه الركعات الوترية النبوية من وقت كونه نبيا ص و آدم بين الماء و الطين إلى يوم القيامة نشء صورة الركعة الرابعة من الوتر انتشا منها

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 495
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست