responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 443

الرؤية علما بالله أعطاهم إياه العيان لم يكن عندهم فإن المعلوم إذا شوهد تعطي مشاهدته أمرا لا يمكن أن يحصل من غير مشاهدة كما قيل

و لكن للعيان لطيف معنى لذا سأل المعاينة الكليم
و هذا ذوق يعرفه كل من أقيم في هذه الحال لا يقدر على إنكاره من نفسه

«الفصل التاسع»في العالم

و هو كل ما سوى اللّٰه و ترتيبه و نضده روحا و جسما و علوا و سفلا

[أن العالم عبارة عن كل ما سوى اللّٰه]

اعلم أن العالم عبارة عن كل ما سوى اللّٰه و ليس إلا الممكنات سواء وجدت أو لم توجد فإنها بذاتها علامة على علمنا أو على العلم بواجب الوجود لذاته و هو اللّٰه فإن الإمكان حكم لها لازم في حال عدمها و وجودها بل هو ذاتي لها لأن الترجيح لها لازم فالمرجح معلوم و لهذا سمي عالما من العلامة لأنه الدليل على المرجح فاعلم ذلك و ليس العالم في حال وجوده بشيء سوى الصور التي قبلها العماء و ظهرت فيه فالعالم إن نظرت حقيقته إنما هو عرض زائل أي في حكم الزوال و هو قوله تعالى كُلُّ شَيْءٍ هٰالِكٌ إِلاّٰ وَجْهَهُ و

قال رسول اللّٰه ص أصدق بيت قالته العرب قول لبيد

ألا كل شيء ما خلا اللّٰه باطل
يقول ما له حقيقة يثبت عليها من نفسه فما هو موجود إلا بغيره و لذلك

قال ص أصدق بيت قالته العرب

ألا كل شيء ما خلا اللّٰه باطل
فالجوهر الثابت هو العماء و ليس إلا نفس الرحمن و العالم جميع ما ظهر فيه من الصور فهي أعراض فيه يمكن إزالتها و تلك الصور هي الممكنات و نسبتها من العماء نسبة الصور من المرآة تظهر فيها لعين الرائي و الحق تعالى هو بصر العالم فهو الرائي و هو العالم بالممكنات فما أدرك إلا ما في علمه من صور الممكنات فظهر العالم بين العماء و بين رؤية الحق فكان ما ظهر دليلا على الرائي و هو الحق فتفطن و اعلم من أنت و أما نضده على الظهور و الترتيب فأرواح نورية إلهية مهيمة في صور نورية خلقية إبداعية في جوهر نفس هو العماء من جملتها العقل الأول و هو القلم ثم النفس و هو اللوح المحفوظ ثم الجسم ثم العرش و مقره و هو الماء الجامد و الهواء و الظلمة ثم ملائكته ثم الكرسي ثم ملائكته ثم الأطلس ثم ملائكته ثم فلك المنازل ثم الجنات بما فيها ثم ما يختص بها و بهذا الفلك من الكواكب ثم الأرض ثم الماء ثم الهواء العنصري ثم النار ثم الدخان و فتق فيه سبع سماوات سماء القمر و سماء الكاتب و سماء الزهرة و سماء الشمس و سماء الأحمر و سماء المشتري و سماء المقاتل ثم أفلاكها المخلوقون منها ثم ملائكة النار و الماء و الهواء و الأرض ثم المولدات المعدن و النبات و الحيوان ثم نشأة جسد الإنسان ثم ما ظهر من أشخاص كل نوع من الحيوان و النبات و المعدن ثم الصور المخلوقات من أعمال المكلفين و هي آخر نوع هذا ترتيبه بالظهور في الإيجاد و أما ترتيبه بالمكان الوجودي أو المتوهم فالمكان المتوهم المعقولات التي ذكرناها إلى الجسم الكل ثم العرش ثم الكرسي ثم الأطلس ثم المكوكب و فيه الجنات ثم سماء رحل ثم سماء المشتري ثم سماء المريخ ثم سماء الشمس ثم سماء الزهرة ثم سماء الكاتب ثم سماء القمر ثم الأثير ثم الهواء ثم الماء ثم الأرض و أما ترتيبه بالمكانة فالإنسان الكامل ثم العقل الأول ثم الأرواح المهيمة ثم النفس ثم العرش ثم الكرسي ثم الأطلس ثم الكثيب ثم الوسيلة ثم عدن ثم الفردوس ثم دار السلام ثم دار المقامة ثم المأوى ثم الخلد ثم النعيم ثم فلك المنازل ثم البيت المعمور ثم سماء الشمس ثم القمر ثم المشتري ثم زحل ثم الزهرة ثم الكاتب ثم المريخ ثم الهواء ثم الماء ثم التراب ثم النار ثم الحيوان ثم النبات ثم المعدن و في الناس الرسل ثم الأنبياء ثم الأولياء ثم المؤمنون ثم سائر الخلق و في الأمم أمة محمد ص ثم أمة موسى ع ثم الأمم على منازل رسلها و أما ترتيبه بالتأثير فمنه المؤثر بالحال و منه ما هو المؤثر بالهمة و منه ما هو المؤثر بالقول و منه ما هو المؤثر بالفعل أعني بالآلة و منهم المؤثر بمجموع الكل و منهم المؤثر بمجموع البعض و منهم المؤثر بغير قصد لما ظهر منه من الأثر كتأثيرات الرياح بهبوبها في الرمال و غيرها و هي صورة الأشكال و ما في الوجود إلا مؤثر و مؤثر فيه مطلقا و مؤثر اسم مفعول يكون له أثر بالحال كصور تحدث فتؤثر بالحال في واهب الأرواح لها و قد ذكرنا في نضد العالم خطبة و هي هذه التي أنا ذاكرها ذكر الخطبة في نضد العالم الجد

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 443
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست