responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 359

الخروج عنها أو لا يصح و رحمة اللّٰه تعالى بخلقه في أخذ العهد على الناس لما أخذهم اللّٰه من ظهور آبائهم و أشهدهم على أنفسهم بربوبيته عليهم فقالوا بلى أنت ربنا و لم يشهدهم بتوحيده إبقاء عليهم لعلمه أن فيهم من يشرك به إذا خرج إلى الدنيا و تبريه من الشريك في العقبي يوم العرض الأكبر و فيه علم المحاجة يوم القيامة و الفرق بين الحجة الداحضة و الحجة البالغة و ما هو الموطن الذي يقال فيه للإنسان لاٰ يُسْئَلُ عَمّٰا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ و فيه علم ما يجب على المبلغين عن اللّٰه تعالى من رسول و وارث و فيه علم ما يؤتى عن أمر اللّٰه و ما يجتنب و أحكامهم في ذلك عن بينة و عن غير بينة و فيه علم ما لا يمكن التبدل فيه عقلا مع إمكان ذلك عقلا و كيف يدخل النسخ في أدلة العقول كما يدخل في أحكام الشرائع و فيه علم التحكم على اللّٰه هل يسوغ ذلك لأحد من أهل اللّٰه من غير أمر اللّٰه أو لا يسوغ و فيه علم كيف يوجد اللّٰه من يوجده من العالم و فيه علم هل عين الاعتماد على اللّٰه في دفع المكروه و الضراء عين الاعتماد عليه في إبقاء النعم على المنعم عليه اسم مفعول و على أي اسم إلهي يكون كل اعتماد من هذين الاعتمادين و فيه علم صفة الشخص الذي ينبغي أن يسأل في العلم الذي يعطي السعادة للعامل به و فيه علم السبب الذي يوجب الخوف عند من أعطاه اللّٰه الأمان في الدار الدنيا و ارتفاع ذلك عنه في الدار الآخرة و اختلاف وجوه الأخذ الإلهي مع الأمان و فيه علم تنقل الصور الموجودة عن الأشخاص تطلب وجه اللّٰه في تنقلها و هي كالظلال مع الأشخاص الظاهرة عنه عند استقبال النور و استدباره أو يكون عن يمينه ذلك النور أو شماله و فيه علم نفى أن يتخذ الحق إلها في المجموع و هل يتخذ بغير المجموع أو لا يصح أن يكون متخذا فإنه إله لعينه لا بالاتخاذ فاعلم ذلك و فيه علم ما لله من الدين و ما للعبد منه أَلاٰ لِلّٰهِ الدِّينُ الْخٰالِصُ و الدين الذي تدخله المشقة هل هو لله فإنه يقول وَ مٰا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ و قال يُرِيدُ اللّٰهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لاٰ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ و

قال رسول اللّٰه ص دين اللّٰه يسر و

قال بعثت بالحنيفية السمحة كما قال أيضا وَ لَهُ الدِّينُ وٰاصِباً و

قال من يشاد هذا الدين يغلبه و قال لاٰ يُكَلِّفُ اللّٰهُ نَفْساً إِلاّٰ وُسْعَهٰا فإنه ما كلفها إلا ما آتاها من القوة عليه و فيه علم رد النعم إلى اللّٰه و لما ذا يغلب على الإنسان شهود الضراء حتى تحول بينه و بين ما فيها من طعم النعم حتى يضجر من البلاء و هذا كان مقام عمر بن الخطاب رضي اللّٰه عنه يشاهد نعم البلاء في البلاء فيجمع بين الصبر و الشكر في الآن الواحد و كان صاحب عملين و فيه علم الاستدراج بالنعم و فيه علم حكم من عامل الحق بجهله و هو يظن في نفسه أنه على علم في ذلك و فيه علم التعرية و فيه علم صفة المفتي و الفتيا و متى يفتي المفتي هل بعد الاستفتاء أو يفتي و إن لم يستفت و هل يفتقر المفتي إلى إذن الإمام له في ذلك أم لا و فيه علم استخراج العلوم من النظر في الموجودات و تفاصيله و فيه علم أنواع الوحي و ضروبه و ما يختص بالأولياء الاتباع من ذلك و ما لا يشارك فيه النبي من الوحي و فيه علم الإحاطة بوجوه كل معلوم من هو ذلك العالم بها و ما صفته و فيه علم تفاضل الصفات لما ذا يرجع و فيه علم الأرزاق الروحانية و ما هو الرزق الذي في تناوله حياة القلوب من أرزق الذي فيه موت القلوب فإنه قد يكون الموت من الجوع و قد يكون من الشبع و الامتلاء و ما هو الرزق الذي يشبع منه و الرزق الذي لا يشبع منه و الرزق الذي يتساوى فيه جميع العالم و الرزق الذي يخص بعض العالم دون بعض و فيه علم لعلم بالرازق و أنه أحق بالعبادة لافتقار المرزوق إلى الرزق و فيه علم التحرك و السكون و من أحق بالمقام هل المتحرك أو الساكن و حكاية المتحرك و الساكن لما تحاكما في ذلك إلى العالم بذلك ذوقا و ما جرى لهما و إن صاحب الرزق من يأكله لا من يجمعه و أخبر تعالى عن لقمان الحكيم فيما أوصى به لابنه يٰا بُنَيَّ إِنَّهٰا إِنْ تَكُ مِثْقٰالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمٰاوٰاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللّٰهُ و لم يقل يأت إليها و فيه علم العدل و أداء الحقوق و فيه علم النسيان بعد العلم بحيث لا يدري أنه علم ما قد نسيه أصلا و فيه علم الاسم الإلهي الواقي و اختلاف صوره في العالم مثل اختلاف الاسم الرزاق و فيه علم اختلاف الحال على المشاهد في حال رؤيته و فيه علم من يدعو الناس إلى ما هو عليه حتى يكون داعي حق و فيه علم الأوامر الإلهية و فيه علم المحسن و الإحسان و فيه علم الأنساب و

قول النبي ص إن ربكم واحد و إن أباكم واحد فلا فضل لعربي على أعجمي و لا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى فإن اللّٰه يقول اليوم أرفع نسبكم و أضع نسبي أين المتقون و قال تعالى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّٰهِ أَتْقٰاكُمْ فهل هو المتقي من يكون وقاية لله أو من يتخذ اللّٰه وقاية و لهذا

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 359
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست