responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 340

و فيه علم النحل و الملل و فيه علم الاستحقاق و فيه علم ما لا ينفع العلم به و فيه علم العلم الغريب بما ذا تقبله النفوس و تقبل عليه أكثر من غيره و فيه علم يصح الإعراض عن العلم مع بقائه علما في المعرض عنه أو يقدح عنده شبهة فيه فلا يعرض عنه حتى يزول عنه أنه علم و هذا عند المحققين العارفين من أخفى العلوم و فيه علم الحجب التي تحول بين عين البصيرة و ما ينبغي لها أن تدركه لو لا هذه الحجب و فيه علم الحلم و الفرق بينه و بين العفو و علم الغفور الرحيم هل هو برزخ بين الحليم و العفو و لهما حكم في هذا أم لا و فيه علم لا تتعدى الأمور مقاديرها عند اللّٰه و فيه علم ما الذي أغفل الأكابر عن الاستثناء الإلهي في أفعالهم كقصة سليمان و موسى و غيرهما ع و فيه علم رد ما ينبغي لمن ينبغي و هو أفضل العلوم لأنه يورث الراحة و يسلم من الاعتراض عليه في ذلك و اللّٰه أعلم و فيه علم ما يحمده من نفسه و ينكره من غيره و يذمه و فيه علم الوقوف بين العالمين ما حال الواقف فيه و فيه علم كون الحق ما أوجد شيئا إلا عن سبب فمن رفع الأسباب فقد جهل فمن يزعم أنه رفعها فما رفعها إلا بها إذ لا يصح رفع ما أقره اللّٰه و ما يعطيه حال الوجود و ما الفرق بين الأسباب المعتادة التي يجوز رفعها و بين الأسباب المعقولة التي لا يمكن رفعها و فيه علم من احتاط على عباد اللّٰه ما له عند اللّٰه و فيه علم اتخاذ الشبه أدلة ما الذي أعماهم عن كونها شبها و فيه علم من يهمل من عباد اللّٰه يوم القيامة ممن لا يهمل و فيه علم الخواص وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب السابع و الستون و ثلاثمائة في معرفة منزل التوكل الخامس الذي ما كشفه
أحد من المحققين لقلة القابلين له و قصور الأفهام عن دركه»



إن التوكل يثبت الأسبابا و يفتح الأغلاق و الأبوابا
و يجود بالخير الأعم لنفسه و يقرب الأعداء و الأحبابا
و يقول للنفس الضعيفة ناصحا وحد إلهك و اترك الأربابا
إني خليفته و قد وكلته فمن اقتفى أثري إليه أصابا
إني له رحم و ذاك وسيلتي فلقد نجا من يحفظ الأنسابا

[إن نزل إلى السماء الدنيا في الثلث الباقي من الليل]

قال اللّٰه تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فوصف نفسه بأمر لا ينبغي أن يكون ذلك الوصف إلا له تعالى و هو قوله وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ فهو تعالى معنا أينما كنا في حال نزوله إلى السماء الدنيا في الثلث الباقي من الليل في حال كونه استوى على العرش في حال كونه في العماء في حال كونه في الأرض و في السماء في حال كونه أقرب إلى الإنسان مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ منه و هذه نعوت لا يمكن أن يوصف بها إلا هو فما نقل اللّٰه عبدا من مكان إلى مكان ليراه بل ليريه من آياته التي غابت عنه قال تعالى سُبْحٰانَ الَّذِي أَسْرىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بٰارَكْنٰا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيٰاتِنٰا و كذلك إذا نقل اللّٰه العبد في أحواله ليريه أيضا من آياته فنقله في أحواله مثل

قوله ص زويت لي الأرض فرأيت مشارقها و مغاربها و سيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها و كذلك قوله تعالى عن إبراهيم ع وَ كَذٰلِكَ نُرِي إِبْرٰاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ و ذلك عين اليقين لأنه عن رؤية و شهود و كذلك نقله عبده من مكان إلى مكان ليريه ما خص اللّٰه به ذلك المكان من الآيات الدالة عليه تعالى من حيث وصف خاص لا يعلم من اللّٰه تعالى إلا بتلك الآية و هو قوله تعالى سُبْحٰانَ الَّذِي أَسْرىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بٰارَكْنٰا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيٰاتِنٰا و حديث الإسراء يقول ما أسريت به لا لرؤية الآيات لا إلي فإنه لا يحويني مكان و نسبة الأمكنة إلى نسبة واحدة فأنا الذي وسعني قلب عبدي المؤمن فكيف أسرى به إلي و أنا عنده و معه أينما كان فلما أراد اللّٰه أن يرى النبي عبده محمدا ص من آياته ما شاء أنزل إليه جبريل ع و هو الروح الأمين بدابة يقال لها البراق إثباتا للأسباب و تقوية له ليريه العلم بالأسباب ذوقا كما جعل الأجنحة للملائكة ليعلمنا بثبوت الأسباب التي وضعها في العالم و البراق دابة برزخية فإنه دون البغل الذي تولد من جنسين مختلفين و فوق الحمار الذي تولد من جنس واحد فجمع البراق بين من ظهر من جنسين مختلفين و بين من ظهر من

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 340
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست