responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 338

ص على إمام من أئمة الدين يكون بعده يرثه و يقفو أثره لا يخطئ إلا المهدي خاصة فقد شهد بعصمته في أحكامه كما شهد الدليل العقلي بعصمة رسول اللّٰه ص فيما يبلغه عن ربه من الحكم المشروع له في عباده و في هذا المنزل من العلوم علم الاشتراك في الأحدية و هو الاشتراك العام مثل قوله وَ لاٰ يُشْرِكْ بِعِبٰادَةِ رَبِّهِ أَحَداً و قال تعالى قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ فوصف نفسه تعالى بالأحدية و هذه السورة نسب الحق تعالى و أفرد العبادة له من كل أحد و فيه علم الإنزال الإلهي و فيه علم المعنى الذي جعل الكتابة كلاما و حقيقة الكلام معلومة عند العقلاء و الكلام مسألة مختلف فيها بين النظار و فيه علم الكلام المستقيم من الكلام المعوج و بما ذا يعرف استقامة الكلام من معوجه و فيه علم ما جاءت به الرسل عموما و خصوصا و فيه علم من تكلم بغير علم هل هو علم في نفس الأمر و لا علم عند من يرى أنه ليس بعلم أنه علم مع كونه يعلم أنه لا منطق إلا اللّٰه و فيه علم معرفة الصدق و الكذب و لما ذا يرجعان و الصادق و الكاذب و فيه علم إذا علمه الإنسان ارتفع عنه الحرج في نفسه إذا رأى ما جرت به العادة في النفوس من الأمور العوارض أن يؤثر فيها حرجا حتى يود الإنسان أن يقتل نفسه لما يراه و هذا يسمى علم الراحة و هو علم أهل الجنة خاصة فمن فتح اللّٰه به على أحد من أهل الدنيا في الدنيا فقد عجلت له راحة الأبد مع ملازمة الأدب ممن هذه صفته في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بقدر مرتبته و فيه علم ما أظهر اللّٰه للابصار على الأجسام أنه حلية الأجسام و من قبح عنده بعض ما ظهر لما ذا قبح عنده و من رآه كله حسنا لما رآه و بأي عين رآه فيقابله من ذاته بأفعال حسنة و هذا العلم من أحسن علم في العالم و أنفعه و هو الذي يقول بعض المتكلمين فيه لا فاعل إلا اللّٰه و أفعاله كلها حسنة فهؤلاء لا يقبحون من أفعال اللّٰه إلا ما قبحه اللّٰه فذلك لله تعالى لا لهم و لو لم يقبحوا ما قبح اللّٰه لكانوا منازعين لله عز و جل و فيه علم ما وضعه اللّٰه في العالم على سبيل التعجب و ليس إلا ما خرق به العادة و أما الذين يعقلون عن اللّٰه فكل شيء في العادة عندهم فيه تعجب و أما أصحاب العوائد فإنهم لا تعجب عندهم إلا فيما ظهر فيه خرق العادة و فيه علم التشوق إلى معالي الأمور من جبلة النفوس و بما ذا تعلم معالي الأمور هل بالعقل أو بالشرع و ما هي معالي الأمور و هل هي أمر يعم العقلاء أو هو ما يراه زيد من معالي الأمور لا يراه عمرو بتلك الصفة فيكون إضافيا و فيه علم دخول الأطول في الأقصر و هو إيراد الكبير على الصغير و فيه علم أحكام الحق في الخلق إذا ظهر و إذا بطن و من أي حقيقة يقبل الاتصاف بالظهور و البطون و فيه علم الحيرة التي لا يمكن لمن دخل فيها إن يخرج منها و فيه علم من يرى أمرا على خلاف ما هو عليه ذلك الأمر في نفسه و هل يصح لصاحب هذا العلم أن يجمع بين الأمرين أم لا و فيه علم اتساع البرازخ و ضيقها و فيه علم ما للاعتدال و الانحراف من الأثر فيما ينحرف عنه أو يقابل و فيه علم الأحوال في العالم و هل لها أثر في غير العالم أم لا أثر لها فيه و فيه علم ما يعظم عند الإنسان الكامل و ما ثم أعظم منه و لما ذا يرجع ما يعظم عنده حتى يؤثر فيه حالة لا يقتضيها مقامه الذي هو فيه و هل حصل له ذلك العلم عن مشاهدة أو فكر و فيه علم هل يصح من الوكيل المفوض إليه المطلق الوكالة أن يتصرف في مال موكله تصرف رب المال من جميع الوجوه أو له حد يقف عنده في حكم الشرع و فيه علم حكمة طلب الأولياء الستر على مقامهم بخلاف الأنبياء عليهم صلوات اللّٰه و فيه علم السياسة في التعليم حتى يوصل المعلم العلم إلى المتعلم من حيث لا يشعر المتعلم أن المعلم قصد إفادته بما حصل عنده من العلم فيقول له المتعلم يا أستاذ لقد حصل لي من فعلك كذا و كذا مع كذا و كذا علم وافر صحيح و هو كذا و يتخيل المتعلم أن الذي حصل له من العلم بذلك الأمر لم يكن مقصودا للمعلم و هو مقصود في نفس الأمر للمعلم فيفرح المتعلم بما أعطاه اللّٰه من النباهة و التفطن حيث علم من حركة أستاذه علما لم يكن عنده في زعمه أن أستاذه قصد تعليمه و فيه علم من علوم الكشف و هو أن يعلم صاحب الكشف أن أي واحد أو جماعة قلت أو كثرت لا بد أن يكون معهم من رجال الغيب واحد عند ما يتحدثون فذلك الواحد ينقل أخبارهم في العالم و يجد ذلك الناس من نفوسهم في العالم يجتمع جماعة في خلوة أو يحدث الرجل نفسه بحديث لا يعلم به إلا اللّٰه فيخرج أو تخرج تلك الجماعة فتسمعه في الناس و الناس يتحدثون به و لقد عملت أبياتا من الشعر بمقصورة ابن مثنى بشرقي جامع تونس من بلاد إفريقية عند صلاة العصر في يوم معلوم

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 338
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست