responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 241

ذلك و أين يقول لا و بلى و فيه علم تميز الجنات بعضها من بعض هل هو تميز حالات في جنة واحدة أو تميز مساحات فإن كل اسم جاءنا للجنات تستحقه كل جنة إن كان التمييز بالمساحات فكل جنة لا نشك أنها جنة مأوى و جنة عدن و جنة خلد و جنة نعيم و جنة فردوس و هي واحدة العين و هذه الأحكام لها و لو تميزت بالمساحات فلا بد من حكم هذه الأسماء لها و فيه علم الفرق بين الخلود و التأبيد و التسرمد و عدم الخروج و فيه علم الفرق بين الوعد و الوعيد بالمشيئة في أحدهما دون الآخر و لما ذا قبل الوعيد المشيئة دون الوعد و كلاهما إخبار إلهي و أين وجود الحكمة في ذلك و فيه علم السماء هل هي شبه الأكرة أو شبه الخيمة أو هل هي أكرة في خيمة أو خيمة في أكرة فتدور الأرض لدورانها و هل السماء ساكنة أو متحركة فإن الشهود يعطي جميع ما ذكرناه و ما بقي إلا علم ما هو الأمر في نفسه من غير نظر إلى شهود هل هو كما يقضي به شهود كل شاهد أم ليس كذلك و فيه علم وجود الزوجين و بما ذا تكرم كل واحد من الزوجين على صاحبه هل هو بما هو محتاج إليه كل واحد منهما أم قد يكون بما لا حاجة فيه فلا يفرق بين العنين و بين أهله و فيه علم من يدعي الألوهة هل له خلق أم لا فإن المدعي الألوهة لا خلق له البتة في حال دعواه فإذا فارق الدعوى كان حكمه حكم سائر الموجودات التي ليست لها هذه الدعوى و فيه علم حكم من اتخذ إلها من غير دعوى منه بل هو في نفسه عبد غير راض بما نسب إليه و عاجز عن إزالة ما ادعى فيه و أنه مظلوم حيث سلب عنه هذا المدعي ما يستحقه و هو كونه عبدا فظلمه فينتصر اللّٰه له لا لنفسه فاتخاذ الشريك من مظالم العباد و فيه علم الحكمة ما هي و فيه علم إلحاق ما ليس بنبي مشرع بالأنبياء في الرتبة العلمية بالله تعالى و فيه علم الوصايا و الآداب الإلهية النبوية الموحى بها و الملهمة إليها و فيه علم الأخذ بالأولى و المبادرة إليه و فيه علم ما يدخل تحت القدرة الحادثة مما لا يدخل و فيه علم ما لا بد منه و فيه علم الفرق بين الصوت و الحرف و الكلام و الأنعام و فيه علم النعم الجلية و الخفية و العامة و المقصورة و فيه علم نجاة استناد الناظر و لو كان شبهة و فيه علم من ينبغي أن يلحق به المذام من العالم و فيه علم الفرق بين من رجع إلى اللّٰه عن كشف و بين من رجع إليه عن غير كشف و فيه علم المتقدم و العاقب و هو واحد و فيه علم ما ينبغي أن لا يؤبه بالجهل به و فيه علم ما لا يمكن الجهل به و فيه علم الوقت الذي يتعين فيه الثناء الجميل و على ما ذا يتعين و الأحوال كلها تطلبه و الأزمان و فيه علم ما يقع به الاكتفاء من الثناء فلا يقبل المزيد و فيه علم حكم الكثير حكم الواحد عند الواحد و استناد الكثير إلى الكثير و استناد الكثير إلى الواحد و فيه علم التناكح للتناسل و لغير التناسل و ما هو الأعلى منهما و فيه علم ما يشترك فيه الحق و الباطل و ليس ذلك إلا في الخيال و فيه علم ما هو علم و ليس بعلم وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب الرابع و الخمسون و ثلاثمائة في معرفة المنزل الأقصى السرياني و هو من الحضرة المحمدية»



معدن الآيات في العجم و جماع الخير في الكلم
فطرة الرحمن تطلبني بصنوف الحكم و الحكم
فلتكن في رأس مرقبة كشهاب لاح في علم
فهو المزجي سحائبه في غمام النور و الظلم
و اتبع ما أنت طالبه و ارتفع عن موضع التهم
هذي وصية صدرت من حديد الطرف غير عم

[أن التنزيه في العبد نظير التنزيه في الحق سواء]

اعلم أيدك اللّٰه بروح منه أن التنزيه في العبد نظير التنزيه في الحق سواء فمن نزه الحق عند أداء ما أوجب اللّٰه عليه من العبادات في العهد الذي أخذه عليه عقلا و شرعا أشرك اللّٰه نفسه مع عبده في هذا الحكم بما أوجبه على نفسه له بما كتبه على نفسه من الرحمة به و الوفاء بعهده و برأه عن أداء ما أوجب عليه بأن كشف له عن قيام الحق عنه فيما كلفه من العمل الذي كان أهل الحجاب ينسبونه إليه و يقولون إن فلانا من اَلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّٰهِ وَ لاٰ يَنْقُضُونَ الْمِيثٰاقَ فبرأه اللّٰه مما قالوا و كان عند اللّٰه لهذه البراءة وجيها فقالوا عند هذا الشهود بنور الايمان لا فاعل إلا اللّٰه فقالوا قَوْلاً سَدِيداً و بمثل هذا القول أمر اللّٰه عباده المؤمنين أن يقولوه فإذا قالوه أصلح لهم أعمالهم و غفر لهم ذنوبهم وَ مَنْ يُطِعِ اللّٰهَ

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 241
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست