responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 115



إذا الولي أقبلت زوجته على سرر
يفضي إليها بالذي يحمله من الصور
فعند ما ينكحها تصورا على صور
من جنس ما لو ولدت كان على تلك الصور
من ذي إمام حاكم أو ذات غنج و حور
فإن يكن أنثى فهي و إن يكن هو فذكر
مثل تجليه سوا تحول بلا غير
فليتدبر وليي ما سطرته و ليفكر فيما ذكرته و ليأخذه عبرة من البصر لبصيرته و من سره لسريرته فقد آن إن يجيء زمان المحن و قد علمت لما أوجدك و رتبة الكمال الذي أشهدك و ما طلب منك إلا ما يقتضيه وجودك و يقضي به شهودك فإن أنصفت فقد عرفت و إن تعاميت بعد ما أراك ما قد رأيت فقد وهيت فاسد المقالة سؤال الإقالة و السلام فسر بورود كتابي عليه و أمعن بالنظر فيه و إليه فأورثه التفكر فيه علة كانت سبب رحلته و سرعة نقلته فما بقي إلا أياما و درج و على أسنى معراج إلى مقصوده عرج و شهدت احتضاره بالدار البيضاء إلى أن قضى و سافرت من يومي لاستعجال قومي فهذا بعض ما يحوي عليه هذا المنزل من الأهوال الصعاب التي تعظم في الشهود صورها

[أن اللّٰه ذكر أخبار القرون الماضية لتكون على حذر من الأسباب التي أخذهم اللّٰه بها أخذته الرابية]

و اعلم أن اللّٰه ما ذكر أخبار القرون الماضية إلا لتكون على حذر من الأسباب التي أخذهم اللّٰه بها أخذته الرابية و بطش بهم البطش الشديد و أما الموت فأنفاس معدودة و آجال محدودة و ليس الخوف إلا من أخذه و بطشه لا من لقائه فإن لقاءه يسر الولي و الموت سبب اللقاء فهو أسنى تحفة يتحفها المؤمن فكيف به إذا كان عالما بخ على بخ و يتضمن هذا المنزل من العلوم علم الرحمتين و علم قرب السعي من قرب الشبر و الذراع و هو القرب المحدود و علم الرتق و الفتق و علم المتشابه من المحكم و علم الأبد و علوم الأدلة و علم الاتباع و ما يسعد منه و ما يشقى و علم ثبوت الأمور و مرتبة الحكم و الحكم و علم الجزاء الوفاق و علم الخبر بالإجابة إلى المكروه كإجابة أولاد أم عيسى و علم التلبيس فيهبك متاعك من غير الوجهة التي تعرف منها أنه متاعك تلبيسا عليك فإذا انكشف الغطاء و كان البصر حديدا علمت أنه ما أعطاك إلا ما كان بيدك فما زادك من عنده و لا أفادك مما لديه إلا تغير الصور فمن وقف على هذا العلم قال بالري في مشروبه و من حرمه لم يزل عاطشا و الماء عنده الذي يرويه و لا يشعر به أنه عنده و هو من أسنى علم يوهبه العارفون بالله فهو كالمطر للأرض و ليس عين ما تطلبه من الارتواء سوى بخارها صعد منها بخارا ثم نزل إليها مطرا فتغيرت صورته لاختلاف المحل فما شربت و لا ارتوت إلا من مائها و لو علمت ذلك ما حجبتها المعصرات فتحقق هذا النوع من العلم في العلم الإلهي فما أعطاك إلا منك و ما هو عليه فلا يعلمه منه إلا هو فكل عالم فمن نفسه علمه فلذلك قال أهل اللّٰه لا يعرف اللّٰه إلا اللّٰه و لا النبي و لا الولي إلا الولي و يتضمن أيضا علم أسباب النجاة و السعادة و علم الامتحانات بالعسر و اليسر للصابر و الشاكر و علم المناسبة التي بها لم يمتثل أمر اللّٰه من عصى أمره و من امتثله هل امتثله بأمر مناسب أو بعدم المناسب و علم سبب تأثير الأدنى في الأعلى كتسليط الحيوانات على الإنسان كقرصة البرغوث إلى ما فوقها و قال تعالى أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّٰاعِ إِذٰا دَعٰانِ و علم مشاركة الحيوانات الإنسان في العلوم عن التجلي و علم من رد كل ما أتاه من الحق من أين رده و من رد بعضه من أين رده و هل يتساوى الحكم الإلهي فيهم أم لا و علم من أين انهزم الصحابة يوم حنين و علم مؤاخذة الأعلى بالأدنى إذا نصب دلالة نصبه من نصبه و علم السوابق و اللواحق و علم الوحدة في عين الجمع و علم المراتب و الدرجات وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب الأحد و الثلاثون و ثلاثمائة في معرفة منزل الرؤية و القوة عليها و التداني و الترقي
و التلقي و التدلي و هو من الحضرة المحمدية و الآدمية»



عجبت لعين كيف تدرك عينها و تعجز عن إدراك من قال إنها
و لم يك مشهود سواه و إنما شهود ورود الغيب عنها أجنها

[صورة تجلى الحق لعباده]

اعلم أيدك اللّٰه أن هذا المنزل بينه و بين المنزل الذي قبله تخالج

لكون النبي ص شبه رؤيتنا اللّٰه برؤيتنا القمر ليلة إبداره و الشمس ليس دونها سحاب و إنه لا يدركنا في رؤيته ضيم و لا انضمام و لا ضرر يقوم بنا و لا مضاررة

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 3  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست