responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 1  صفحة : 56

يوجدها مفردة ثم جمعها فإن حقائقها تأبى ذلك فأوجد الصورة التي هي عبارة عن تأليف حقيقتين من هذه الحقائق فصارت كأنها كانت موجودة متفرقة ثم ألفت فظهرت للتأليف حقيقة لم تكن في وقت الافتراق فالحقائق تعطي أن هذه الأمهات لم يكن لها وجود في عينها البتة قبل وجود الصور المركبة عنها فلما أوجد هذه الصور التي هي الماء و النار و الهواء و الأرض و جعلها سبحانه يستحيل بعضها إلى بعض فيعود النار هواء و الهواء نارا كما تقلب التاء طاء و السين صادا لأن الفلك الذي وجدت عنه الأمهات الأول عنها وجدت هذه الحروف

[افلاك العناصر و افلاك الحروف]

فالفلك الذي وجد عنه الأرض وجد عنه حرف الثاء و التاء و ما عدا رأس الجيم و نصف تعريقة اللام و رأس الخاء و ثلثا الهاء و الدال اليابسة و النون و الميم و الفلك الذي وجد عنه الماء وجد عنه حرف الشين و الغين و الطاء و الحاء و الضاد و رأس الباء بالنقطة الواحدة و مدة جسد الفاء دون رأسها و رأس القاف و شيء من تعريقه و نصف دائرة الظاء المعجمة الأسفل و الفلك الذي وجد عنه الهواء وجد عنه طرف الهاء الأخير الذي يعقد دائرتها و رأس الفاء و تعريق الخاء على حكم نصف الدائرة و نصف دائرة الظاء المعجمة الأعلى مع قائمته و حرف الذال و العين و الزاي و الصاد و الواو و الفلك الذي وجد عنه النار وجد عنه حرف الهمزة و الكاف و الباء و السين و الراء و رأس الجيم و جسد الياء باثنتين من أسفل دون رأسها و وسط اللام و جسد القاف دون رأسه و عن حقيقة الألف صدرت هذه الحروف كلها و هو فلكها روحا و حسا

[أصل الأركان:الموجود الخامس]

و كذلك ثم موجود خامس هو أصل لهذه الأركان و في هذا خلاف بين أصحاب علم الطبائع عن النظر ذكره الحكيم في الأسطقسات و لم يأت فيه بشيء يقف الناظر عنده و لم نعرف هذا من حيث قراءتي علم الطبائع على أهله و إنما دخل به على صاحب لي و هو في يده و كان يشتغل بتحصيل علم الطب فسألني إن أمشيه له من جهة علمنا بهذه الأشياء من جهة الكشف لا من جهة القراءة و النظر فقرأه علينا فوقفت منه على هذا الخلاف الذي أشرت إليه فمن هناك علمته و لو لا ذلك ما عرفت هل خالف فيه أحد أم لا فإنه ما عندنا فيه إلا الشيء الحق الذي هو عليه و ما عندنا خلاف

[الاستعداد لقبول الواردات]

فإن الحق تعالى الذي نأخذ العلوم عنه يخلو القلب عن الفكر و الاستعداد لقبول الواردات هو الذي يعطينا الأمر على أصله من غير إجمال و لا حيرة فنعرف الحقائق على ما هي عليه سواء كانت المفردات أو الحادثة بحدوث التأليف أو الحقائق الإلهية لا نمتري في شيء منها فمن هناك هو علمنا و الحق سبحانه معلمنا ورثا نبويا محفوظا معصوما من الخلل و الإجمال و الظاهر قال تعالى وَ مٰا عَلَّمْنٰاهُ الشِّعْرَ وَ مٰا يَنْبَغِي لَهُ فإن الشعر محل الإجمال و الرموز و الألغاز و التورية أي ما رمزنا له شيئا و لا لغزناه و لا خاطبناه بشيء و نحن نريد شيئا آخر و لا أجملنا له الخطاب إن هو إلا ذكر لما شاهده حين جذبناه و غيبناه عنه و أحضرناه بنا عندنا فكنا سمعه و بصره ثم رددناه إليكم لتهتدوا به في ظلمات الجهل و الكون فكنا لسانه الذي يخاطبكم به ثم أنزلنا عليه مذكرا يذكره بما شاهده فهو ذكر له لذلك و قرآن أي جمع أشياء كان شاهدها عندنا مبين ظاهر له لعلمه بأصل ما شاهده و عاينه في ذلك التقريب الأنزه الأقدس الذي ناله منه صلى اللّٰه عليه و سلم و لنا منه من الحظ على قدر صفاء المحل و التهيؤ و التقوى

[افتقار الطبائع إلى اللّٰه في وجود أعيانها و في تأليفها]

فمن علم إن الطبائع و العالم المركب منها في غاية الافتقار و الاحتياج إلى اللّٰه تعالى في وجود أعيانها و تأليفها علم أن السبب هو حقائق الحضرة الإلهية الأسماء الحسنى و الأوصاف العلى كيف تشاء على حسب ما تعطيه حقائقها و قد بينا هذا الفصل على الاستيفاء في كتاب إنشاء الجداول و الدوائر و سنذكر من ذلك طرفا في هذا الكتاب فهذا هو سبب الأسباب القديم الذي لم يزل مؤلف الأمهات و مولد البنات فسبحانه خالق الأرض و السموات

(وصل) [في بسائط مراتب الحروف عند المحققين]

انتهى الكلام المطلوب في هذا الكتاب على الحروف من جهة المكلف و المكلفين و حظها منهم و حركتها في الأفلاك السداسية المضاعفة و عينا سنى دورتها في تلك الأفلاك و حظها من الطبيعة من حركة تلك الأفلاك و مراتبها الأربعة في المكلف و المكلفين على حسب فهم العامة و لهذا كانت أفلاك بسائطها على نوعين فالبسائط التي يقتصر بها على حقائق عامة العقلاء على أربعة حروف الحق التي عن الأفلاك السبعية و حروف الإنس عن الثمانية و حروف الملك عن التسعة و حروف الجن الناري عن العشرة و ليس ثم قسم زائد عندهم لقصورهم عن إدراك ما ثم لأنهم تحت قهر عقولهم و المحققون تحت قهر سيدهم الملك الحق سبحانه و تعالى فلهذا عندهم من الكشف

اسم الکتاب : الـفتوحات المکیة المؤلف : ابن عربي، محيي الدين    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست