و كيف كان:فظاهر الكليني الاعتماد عليه،فيروى كثيرا عن عدّة عنه، كما عن أحمد الأشعري و أحمد البرقي؛و قلما يوجد في رواياته شذوذ،كما يوجد في كثير من روايات عمّار الساباطي.
فان قيل:إنّ كثرة رواية الكافي عنه لا للاعتماد عليه،بل لكونه شيخ إجازة لكتب كانت معروفة و نسبتها إلى مصنّفيها مقطوعة.
قلت:ينفي ذلك استثناء ابن الوليد و ابن بابويه من أخبار كتب محمّد بن أحمد بن يحيى ما كان طريقه سهلا هذا.و لعلّ توثيق الشيخ له في الرجال من اعتماد الكليني عليه.لكن يمكن أن يقال:إنّ الكليني اختار من رواياته،كما اختار من روايات عمّار؛فالعمل مجمل.لكن حيث توخّى الكافي جمع الأخبار الصحيحة،فأخبار سهل فيه معتبرة.
سهل بن سعد
قال:عدّه الشيخ في رجاله في أصحاب رسول اللّه-صلّى اللّه عليه و آله- و أصحاب عليّ-عليه السّلام-قائلا:«الساعدي».
أقول:و روى الطبري عن أبي مخنف أنّ الحسين-عليه السّلام-قال يوم الطفّ لأهل الكوفة:أو لم يبلغكم قول مستفيض فيكم أنّ رسول اللّه-صلّى اللّه عليه و آله-قال لي و لأخي:هذان سيّدا شباب أهل الجنّة(إلى أن قال)و إن كذّبتموني،فانّ فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم،سلوا جابر بن عبد اللّه الأنصاري(إلى أن قال)أو سهل بن سعد الساعدي [1].
و روى الطبري أيضا أنّه قيل لسهل:إنّ بعض امراء المدينة يريد أن يبعث