تظاهرهما عليه صلّى اللّه عليه و اله و سلم تهاجرهما في الدنيا،قال ابن قتيبة في معارفه:كانت عائشة متهاجرة بحفصة حتّى ماتتا [1].كما أنّ ابن عوف لما صنع إلى ابن عفّان و تظاهرا على وليّه عاقبهما اللّه أيضا بذلك،صرّح أيضا بتهاجرهما إلى الموت ابن قتيبة [2].
و كان عليه السّلام قد دعا عليهما بذلك،فقال:دقّ اللّه بينكما عطر منشم [3].
و كذلك قوله تعالى ضاربا لهما مثلا-بشهادة عثمان و تقرير عائشة نفسها-:
روى محمّد بن[محمّد بن]النعمان في جمله عن الليث بن أبي سليمان،عن ثابت الأنصاري،عن ابن أبي عامر:أنّ عائشة قالت لعثمان:لو لا الصلوات الخمس لمشى إليك الرجال حتّى يذبحوك ذبح الشاة!فقال عثمان: ضَرَبَ اللّٰهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ... إلى آخر الآية [5].
و لمّا نزل أمير المؤمنين عليه السّلام بذي قار في توجّهه إلى البصرة،كتبت عائشة إلى حفصة:أمّا بعد،فإنّا نزلنا البصرة و نزل عليّ بذي قار،و اللّه داقّ عنقه كدقّ البيضة على الصفا،إنّه بمنزلة الأشقر إن تقدّم نحر و إن تأخّر عقر.فاستبشرت حفصة بالكتاب و دعت صبيان بني تيم و بني عديّ و أعطت جواريها دفوفا و أمرتهنّ أن يضربن بالدفوف و يقلن:«الخبر ما الخبر!عليّ بذي قار كالأشقر،إن تقدّم نحر و إن تأخّر عقر»فذهبت إليها امّ كلثوم و قالت لها إن تظاهرت أنت و اختك على أمير المؤمنين عليه السّلام فقد تظاهرتما على أخيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلم فأنزل اللّه فيكما ما أنزل...الخ [6].
و قال أبو الفرج في مقاتله:قال يحيى بن الحسن:و سمعت عليّ بن طاهر بن