اسم الکتاب : مفاتيح الجنان المؤلف : القمي، الشيخ عباس الجزء : 1 صفحة : 572
شفاءً من كل داء وغير
ذلك من الفوائد والبركات لينتفع بها الشيعة والأحباب! ونحن في المقام نقنع بذكر
عدّة روايات :
الأولى
: رُوي أن الحور العين إذا ابصرن بواحد
من الاملاك يهبط إلى الأرض لامر ما يستهدين منه السبح والتربة من طين قبر الحُسَين
عليهالسلام[١].
الثانية
: روي بسند معتبر عن رجل قال : بعث إلى الرضا
عليهالسلام
من خراسان رزم ثياب [٢]
وكان بين ذلك طين فقلت للرسول ما هذا؟ قال هذا طين قبر الحُسَين عليهالسلام ما كان يوجّه
شَيْئاً من الثياب ولاغيره إِلاّ ويجعل فيه الطين فكان يقول : هو أمان بإذن الله
تعالى [٣].
الثالثة
: عن عبد الله بن أبي يعقوب قال : قلت
للصادق عليهالسلام
يأخذ الإنْسان من طين قبر الحُسَين عليهالسلام
فينتفع به ويأخذ غيره فلا ينتفع به. فقال : لا والله ماياخذه أحد وهو يرى أن الله
ينفعه به إِلاّ نفعه الله به [٤].
الرابعة
: عن أبي حمزة الثمالي قال : قلت للصادق عليهالسلام إنّي رأيت أصحابنا
يأخذون من طين الحُسَين عليهالسلام
يستشفون به هل في ذلك شي مما يقولون من الشفاء؟ قال يُستشفى بما بينه وبين القبر على
راس أربعة أميال وكذا طين قبر جدّى رسول الله صلىاللهعليهوآله
وكذا طين قبر الحسن وعليّ ومحمد فخذ منها فإنها شفاء من كل سقم وجُنّة مما تخاف
ولايعدلها شي من الأشياء التي يستشفى بها إِلاّ الدعاء وإنّما يفسدها مايخالطها من
أوعيتها وقلّة اليقين ممن يعالج بها ، فأما من أيقن أنّها له شفاء إذا يعالج بها
كفته بإذن الله تعالى من غيرها ممّا يتعالج به ، ويفسدها الشياطين والجنّ من أهل
الكفر منهم يتمسحون بها وما تمر بشي إِلاّ شمّها.
وأما الشياطين وكفّار الجن فإنهم يحسدون
ابن آدم عليها فيمسحون بها فيذهب عامّة طيبها ولا يخرج الطين من الحائر إِلاّ وقد
استعدّ له مالا يحصى منهم والله إنها لفي يدي صاحبها وهم يتمسحون بها ولايقدرون مع
الملائكة أن يدخلوا الحائر ولو كان من التربة شي يسلم ماعولج به أحد إِلاّ بري من
ساعته. فإذا أخذتها فاكتمها وأكثر عليها ذكر الله عزَّ وجلَّ وقد بلغني أن بعض من
يأخذ من التربة شَيْئاً يستخف به حتى إن بعضهم ليطرحها في مخلاة الإبل والبغل
والحمار أو في وعاء الطعام ومايمسح به الأيدي من الطعام والخرج والجوالق ، فكيف
يستشفي به من هذا حالها عنده؟ ولكن القلب الذي ليس فيه اليقين من المستخف بما فيه
صلاحه يفسد عمله [٥].