اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 83
والمعلول متأخر عن علته ، فناسب رعاية هذا القدر في اللفظ. [وأن تعليل][١] ترك الحركة حيث تترك ، أقرب من تعليل ترك السكون حيث
يترك ، ألا تراك كيف ترى مواضع الترك في المثلين في شدد ، والمعتل في قول وبيع
ودعو وبني ، واجتماع الضم والكسر في عصر ، الحركة فيها كلها من الثقل على ما [يحس][٢] به طبعك المستقيم ، فتجد التعليل لتركها إلى سبب
الإدغام والإعلال والتخفيف ، وهو السكون تفاديا عن تضاعف الثقل اللازم لمراعاة
الأصل فيها ، وهو التحريك على نحو ما سواها أقرب ، والعمل بالأقرب ، كما لا يخفى
عليك ، أقرب ، ونحن في باب الإعلال على ما عليه الإمام ابن جني ، من تسكين المعتل
المستثقل حركته ، غير عارضة المتضاعف ثقله بتحريك ما قبله في هيئة كثيرة الدور
حركة ، لا في حكم الساكن خاليا عن المانع ؛ ثم من إعلاله بعد [لقوة][٣] الداعي إلى الأول ولين عريكة الثاني ، لارتياضه بالأول
، ولا بد لك من أن تعلم أن الإعلال نوعان :
أحدهما
أصل : وهو ما استجمع
فيه القدر المذكور ، كنحو : قول في أصل قال ، ودعو في أصل دعا ، دون قولك قول في
المصدر بسكون المعتل. وأما نحو : طائي ، وستعرف في الفصل الثالث من الكتاب أن
الأصل [طيئىّ][٤] ونحو ياجل فلا اعتداد به ؛ أو قولك : دعوا القوم لعروض
حركته ، أو قولك : عوض بكسر الفاء وفتح العين ؛ أو نوم بضم الفاء وفتح العين لقلة
دور الهيئة ؛ أو قولك : عور بمعنى أعور ، واجتوروا بمعنى تجاوروا ؛ لكون حركة ما
قبل الواو في حكم السكون. وسيوضح لك هذا خواص الأبنية ، أو قولك : دعوا ورحياك
وجواد وطويل وغيور لمانع فيه ، وهو أداء الإعلال إلى الاشتباه في مواضع لا تضبط
كثرة ألا تراك لو أعللت لزم الحذف في دعوا ورحياك