اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 73
وإما أن تورث
من حيث هي هي ترددا ، إما لاجتماعها على سبيل التعاند مثل أصلي التاء في ترتب
وتتفل بالفتح والضم ، أو على سبيل الدور مثل الأصلين في نحو : محبب وموظب ومكوزة [١] ومريم وأيدع وأوتكي وحومان ، وما جرى مجراها ، فيقع
عنان الحكم في يد الترجيح ، اللهم إلا عند الإعواز ، فيحام حول الخيرة إذ ذاك. والقانون
عندي في باب الترجيح ههنا هو اعتبار شبهة الاشتقاق ابتداء ، ثم من بعد اعتبار
الكلي من هذه الأصول ، ثم إن وجد تعارض في النوعين ، اعتبار اللواحق ، وأعني بقولي
ههنا أن المنظور فيه ليس يرجع إلى اشتقاقين رجوع أرطى [٢] حيث يقال : بعير آرط وراط ، وأديم مأروط ومرطي ، وشيطان
حيث يعتزى إلى أصلين يلتقيان به وهما ش ، ط ، ن. وش ، ي ، ط. فإن الترجيح في مثل
هذا عند أصحابنا ، رحمهمالله ، بالتفاوت في وضوح الاشتقاق وخفائه ليس إلا ، ونحن
نستودع هذا الفصل من الأمثلة على اختصار ما يورثك ، بإذن الله تعالى ، كيفية
التعاطي لهذا الفن ، جاذبا بضبعك [٣] فيما أنت من تمام تصوره بمنزلة ، ثم نحيل باقتناص غايات
المرام إذا رأيناها قد أعرضت لك ، مما فعلنا بك على صدق همتك في السعي لما يعقب
ذلك.
أما الترجيح
بشبهة الاشتقاق ، فكالقضاء في نحو : موظب ومكوزة ومحبب للواو ، والمكرر بالأصالة
دون الميم على ارتكاب الشذوذ عما عليه قياس أخواتها من الكسر والإعلال والإدغام
لما يوجد من وظ ب ، وك وز ، وح ب ب في الجملة دون م ظ ب ، وم ك ز ، وم ح ب ، وأنا
إذا قضيت لمريم وياجج بمفعل ويفعل ، ولترتب وتتفل في اللغتين بزيادة التاء ،
ولإمرة بفعلة ولعزويت [٤] بفعليت ، دون فعليل أو فعويل قضيت لهذا. وأما الترجيح
بالكلي فكالقضاء بزيادة تاء ترتب وتتفل بدون اعتبار شبهة