responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي    الجزء : 1  صفحة : 701

فراسة ، يخبرون عن الغائب بقوة ذكائهم ، كأن قد شاهدوه ، يصف لهم الحدس الصائب حال الورد قبل أن يردوه ، ويثبتون أبعد شيء بحدة ألمعيتهم ، كأن ليس ببعيد ، وينظم لهم المجهول صدق فراستهم في سلك المعروف منذ زمان مديد.

بين الفرزدق وجرير :

كما يحكي : أن سليمان بن عبد الملك أتي بأسارى من الروم ، وكان الفرزدق حاضرا فأمره سليمان بضرب واحد واحد منهم ، فاستعفى ، فما أعفي ، وقد أشير إلى سيف غير صالح للضرب ليستعمله ، فقال الفرزدق : بل أضرب بسيف أبي رغوان مجاشع ، يعني سيفه ، وكأنه قال : لا يستعمل ذلك السيف إلا ظالم أو ابن ظالم. ثم ضرب بسيفه الرومي ، واتفق أن نبا السيف ، فضحك سليمان ومن حوله ، فقال الفرزدق [١] :

أيعجب الناس أن أضحكت سيّدهم ...

خليفة الله يستسقى به المطر

لم تنب سيفي من رعب ولا دهش ...

عن الأسير ولكن أخّر القدر

ولن يقدّم نفسا قبل ميتتها ...

جمع اليدين ، ولا الصّمصامة الذّكر

ثم أغمد سيفه ، وهو يقول [٢] :

ما إن يعاب سيد إذا صبا

ولا يعاب صارم إذا نبا

ولا يعاب شاعر إذا كبا

ثم جلس يقول : كأني بابن المراغة قد هجاني ، فقال [٣] :


[١] الأبيات من البسيط.

[٢] الثلاثة الأشطر من الرجز ، ونبا : حد السيف إذا لم يقطع. ونبا فلان عن فلان : لم ينقد له.

[٣] البيت من الطويل : مجاشع : رجل جشع يجمع جزعا وحرصا وخبث نفس. والجشع : المتخلق بالباطل وما ليس فيه.

اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي    الجزء : 1  صفحة : 701
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست