اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 621
وتلك البحور
ترجع إلى خمس دوائر تنتظم حركات وسكنات معدودة انتظاما [مخصوصا][١] ، فتضبط في حروف تنظم ، تسمى تلك الضوابط : أصول
الأفاعيل ، وهي ثمانية في اللفظ : اثنان منها خماسيان : فعولن ، فاعلن ، وستة
سباعية : [مفاعيلن][٢] ، فاعلاتن ، مستفعلن ، مفاعلتن ، متفاعلن ، مفعولات ،
إلا أن اعتبارها على مقتضى الصناعة يصيرها عشرة ، بضم اثنتان إليها ، وهما : مس
تفع لن ، بقطع تفع عن طرفيه في موضعين ، وفاع لاتن ، بقطع فاع عما بعده في موضع.
ومساق الحديث يطلعك على ذلك بإذن الله تعالى.
وتركيبات هذه
الأفاعيل تصور من خمسة أنواع أو أربعة : أحدها : حرفان ثانيهما ساكن ، وإنه يسمى :
سببا خفيفا. وثانيها : حرفان متحركان يعقبهما ساكن ، وإنه يسمى : وتدا مجموعا.
وثالثها : حرفان متحركان يتوسطهما ساكن ، وإنه يسمى : وتدا مفروقا. ورابعها :
ثلاثة أحرف متحركات على التوالي يعقبهن ساكن ، وإنه يسمى : فاصلة صغرى. وخامسها :
متحركان لا يعقبهما ساكن ، كالنصف الأول من الفاصلة الصغرى ، وإنه يسمى : سببا
ثقيلا. ولذلك كثيرا ما يقال فيها : إنها مركبة من سببين : ثقيل وخفيف ، فيعد : خ خ
فعولن ، مركبا من : وتد مجموع ، وسبب خفيف بعده ؛ وفاعلن ، بالعكس ، ويعد : خ خ
مفاعيلن ، مركبا من : وتد مجموع قبل سببين خفيفين ، وخ خ فاعلاتن ، منه بينهما ،
وخ خ مستفعلن ، منه بعدهما ، ومفاعلتن منه ومن فاصلة صغرى بعده ، وخ خ متفاعلن :
بالعكس ، ويعد خ خ مفعولات من : وتد مفروق بعد سببين خفيفين ، خ خ ومس تفع لن ، في
الخفيف وفي المجتث ، منه بينهما ، وخ خ فاع لاتن ، في المضارع ، منه قبلهما.
ثم يقع في
تعريفات الأفاعيل ما يجمع : أربعة أحرف متحركات على التوالي يعقبهن ساكن ، فذاك
يسمى : فاصلة كبرى. وقد يذهب فيه إلى أنها مركبة من : سبب ثقيل ووتد مجموع ، لكن
الوقوف على الصناعة يأباه ، وعسى أن تهتدي لذلك في أثناء ما