اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 611
الذي هو الطريق إلى المجاز فيما نحن فيه ، أدخل في المناسبة ، من تنزيل
الأقل منزلة الكل في الثالث.
وأما المصير
إلى فروع هذه الأصول عند البلغاء ، فمن باب الإخراج ، لا على مقتضى الظاهر
بتنزيلها منزلة أصولها بوساطة جهة من جهات البلاغة ، قال تعالى : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا
لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ)[١] وقال : (ما لَهُمْ بِهِ مِنْ
عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِ)[٢] بناء على التغليب فيهما ، وقال تعالى : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ
إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[٣] بتقدير حذف المضاف ، وهو إلا سلامة من أتى الله ،
مدلولا عليه بقرائن الكلام ، منزلة السلامة المضافة منزلة المال والبنين ، بطريق
قولهم : عتاب فلان السيف ، وأنيسه الإصداء.
ولك أن تحمل
قوله : (يَوْمَ لا يَنْفَعُ
مالٌ وَلا بَنُونَ) على معنى : لا ينفع شيء ما ، حمل قولك : خ خ لا ينفع
زيد ولا عمرو ، على معنى : خ خ لا ينفع إنسان ما. ويكون من منصوب المحل ، وقال
القائل [٥] :