اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 532
في مآخذ مردودة ، وحملوها على محامل غير مقصودة ، وهم لا يدرون ، ولا يدرون
أنهم لا يدرون ، فتلك الآى من مآخذهم في عويل ، ومن محاملهم على ويل طويل ، (وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ
يُحْسِنُونَ صُنْعاً)[١] ، ثم مع ما لهذا العلم من الشرف الظاهر ، والفضل الباهر
، لا ترى علما لقي من الضيم ما لقي ، ولا مني من سوم الخسف بما مني ، أين الذي مهد
له قواعد ، ورتّب له شواهد ، وبيّن له حدودا يرجع إليها ، وعيّن له رسوما يعرج
عليها ، ووضع له أصولا وقوانين ، وجمع له حججا وبراهين ، وشمر لضبط متفرقاته ذيله
، واستنهض في استخلاصها من الأيدي رجله وخيله ، علم تراه : أيادي سبأ ، فجزء حوته
الدبور ، وجزء حوته الصبا.
انظر باب
التحديد فإنه جزء منه في أيدي من هو؟ انظر باب الاستدلال فإنه جزء منه في أيدي من
هو؟ بل تصفح معظم أبواب أصول الفقه ، من أي علم هي؟ ومن يتولاها؟.
وتأمل في
مودعات من مباني الإيمان ، ما ترى من تمناها سوى الذي تمناها وعد وعد ، ولكن الله جلت
حكمته ، إذ وفق لتحريك القلم فيه ، عسى أن يعطي القوس باريها بحول منه ، عز سلطانه
، وقوة ، فما الحول والقوة إلا به.
علم البديع
وإذ قد تقرر ،
أن البلاغة بمرجعيها وأن الفصاحة بنوعيها ، مما يكسو الكلام حلة التزيين ، ويرقيه
أعلى درجات التحسين ، فههنا وجوه مخصوصة ، كثيرا ما يصار إليها ، لقصد تحسين
الكلام ، فلا علينا أن نشير إلى الأعرف منها ، وهي قسمان : قسم يرجع إلى المعنى ،
وقسم يرجع إلى اللفظ.