responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي    الجزء : 1  صفحة : 394

وَيُؤْمِنُونَ بِهِ)[١] لو أريد اختصاره لما انخرط في الذكر" يؤمنون به" إذ ليس أحد من مصدقى حملة العرش يرتاب في إيمانهم.

ووجه حسن ذكره إظهار شرف الإيمان وفضله والترغيب فيه ، وقوله : (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ)[٢] ولو أوثر اختصاره فقوله : (" وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ") فضل في البين ، من حيث إن مساق الآية لتكذيب المنافقين في دعوى الإخلاص في الشهادة لترك ، ولكن إيهام رد التكذيب إلى نفس الشهادة ، لو لم يكن بهذا الفضل أبى الاختصار ؛ وما يحكيه عن موسى عليه‌السلام : (هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى) جوابا على قوله : (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ)[٣] وكذا ما يحكيه (نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ) في الجواب عن قول إبراهيم (ما تَعْبُدُونَ)[٤] من باب الإطناب ، إذ لو أريد الإيجاز لكفى : (عصاي) ، و (أصناما) ، وقد سبق وجه الإطناب فيهما.

ومما يعد من الإطناب ، وهو في موقعه ، قول الخضر لموسى ، عليه‌السلام ، في الكرة الثانية : (أَلَمْ أَقُلْ لَكَ)[٥] بزيادة (لك) لاقتضاء المقام مزيد تقرير لما قد كان قدم له من (إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً)[٦] وكذا قول موسى عليه‌السلام : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي)[٧] بزيادة (لي) لاكتساء الكلام معها من تأكيد الطلب لانشراح الصدر ما لا يكون بدونه ، ألا تراك إذا قلت : اشرح لي ، أفاد أن شيئا ما عندك تطلب شرحه ،


[١] سورة غافر الآية ٧.

[٢] سورة المنافقون ، الآية ١.

[٣] سورة طه : ١٧.

[٤] سورة الشعراء الآية ٧٠.

[٥] سورة الكهف ، الآية ٧٥.

[٦] سورة الكهف الآيات ٦٧ و ٧٢ و ٧٥.

[٧] سورة طه ، الآية ٢٥.

اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي    الجزء : 1  صفحة : 394
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست