وقراءة من قرأ
: (يُسَبِّحُ لَهُ فِيها
بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ)[٣] وكذلك : (يُوحى إِلَيْكَ مِنْ
رَبِّكَ)[٤] ، ببناء الفعل للمفعول في البيت وفي الآيتين ، ومن
البناء على السؤال المقدر ارتفاع المخصوص في باب : نعم وبئس على أحد القولين ،
وعسى أن نتعرض في فصل الإيجاز والإطناب لهذا الباب ، وأن هذا التركيب متى وقع
موقعه ، رفع شأن الكلام في باب البلاغة إلى حيث يناطح السماك [٥] ، وموقعه أن يصل من بليغ عالم بجهات البلاغة ، بصير
بمقتضيات الأحوال ، ساحر في اقتضاب الكلام ، ماهر في أفانين السحر ، إلى بليغ مثله
، مطلع من كل تركيب على [حاق][٦] معناه وفصوص مستتبعاته ، فإن جوهر الكلام البليغ مثله
مثل الدرة الثمينة لا ترى درجتها تعلو ، ولا قيمتها تغلو ، ولا تشترى بثمنها ، ولا
تجري في مساومتها على سننها ما لم يكن المستخرج لها بصيرا بشأنها ، والراغب فيها
خبيرا بمكانها.
[١] البيت من الطويل
، وينسب إلى الحارث بن نهيك ولبيد وضرار بن نهشل ، ونهشل بن حرى في رثاء ولده.
وأورده بدر الدين بن مالك في المصباح ص (٤٦) وعزاه للكتاب وتمام البيت :
ومختبط مما تطيح الطوائح
وهو في الكتاب لسيبويه (١ / ١٤٥) ،
ومعاهد التنصيص (١ / ٢٠٢) والمفصل ، وشواهد الهمع ، وخزانة الأدب للبغدادي وغيرها.