وحق الخطاب أن
يكون مع مخاطب معين ، ثم يترك إلى غير معين ، كما تقول : خ خ فلان لئيم ، إن
أكرمته أهانك ، وإن أحسنت إليه ، أساء إليك.
فلا تريد مخاطبا
بعينه ، كأنك قلت : خ خ إن أكرم أو أحسن إليه ، قصدا إلى أن سوء معاملته لا يختص
واحدا دون واحد ، وأنه في القرآن كثير يحمل قوله تعالى : (وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ
ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ)[٣] على العموم ؛ قصدا إلى تفظيع حال المجرمين ، وأن قد
بلغت من الظهور إلى حيث يمتنع خفاؤها ألبتة ، فلا تختص رؤية راء دون راء دون راء ،
بل كل من يتأتى منه الرؤية فله مدخل في هذا الخطاب ، وكذا أمثال له. أو كان المسند
إليه في ذهن السامع لكونه مذكورا ، أو في حكم المذكور ، لقرائن الأحوال ، ويراد
الإشارة إليه ؛ كنحو قوله [٤] :
من البيض
الوجوه بني سنان ...
لو انّك
تستضىء بهم أضاءوا
[١] البيت من الطويل
، لابن الدمينة عبد الله بن عمر الخثعمي في ديوانه (٤٢).
الدّلجة : سير السحر. والسّرى : سير
الليل.
[٢]البيت من الطويل
وهو لمعشوقة ابن الدمينة في ديوانه ص ٢٤ تجيبه به ، ولأميمة امرأته في الأغاني ١٧
/ ٥٣ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٣٨١ ، وبلا نسبة في البيان والتبيين ٣ /
٣٧٠ وفي الحيوان (٣ / ٥٥).
[٤]البيتان من
الوافر ، وهما لأبي البرج القاسم بن جبل الذبياني ؛ شاعر إسلامي. شرح الحماسة ١٦٥٨
، الإيضاح ١ / ١١٤ بلا عزو ، وقبلهما : أرى الخلان بعد أبي حبيب بحجر في جنابهم
خفاء.
اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 271