responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي    الجزء : 1  صفحة : 271

وقوله [١] :

وأنت الذي كلّفتني دلج السرى ...

وجون القطا بالجهلتين جثوم

وقولها [٢] :

وأنت الذي أخلفتني ما وعدتني ...

وأشمتّ بي من كان فيك يلوم

وحق الخطاب أن يكون مع مخاطب معين ، ثم يترك إلى غير معين ، كما تقول : خ خ فلان لئيم ، إن أكرمته أهانك ، وإن أحسنت إليه ، أساء إليك.

فلا تريد مخاطبا بعينه ، كأنك قلت : خ خ إن أكرم أو أحسن إليه ، قصدا إلى أن سوء معاملته لا يختص واحدا دون واحد ، وأنه في القرآن كثير يحمل قوله تعالى : (وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ)[٣] على العموم ؛ قصدا إلى تفظيع حال المجرمين ، وأن قد بلغت من الظهور إلى حيث يمتنع خفاؤها ألبتة ، فلا تختص رؤية راء دون راء دون راء ، بل كل من يتأتى منه الرؤية فله مدخل في هذا الخطاب ، وكذا أمثال له. أو كان المسند إليه في ذهن السامع لكونه مذكورا ، أو في حكم المذكور ، لقرائن الأحوال ، ويراد الإشارة إليه ؛ كنحو قوله [٤] :

من البيض الوجوه بني سنان ...

لو انّك تستضىء بهم أضاءوا


[١] البيت من الطويل ، لابن الدمينة عبد الله بن عمر الخثعمي في ديوانه (٤٢).

الدّلجة : سير السحر. والسّرى : سير الليل.

[٢]البيت من الطويل وهو لمعشوقة ابن الدمينة في ديوانه ص ٢٤ تجيبه به ، ولأميمة امرأته في الأغاني ١٧ / ٥٣ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٣٨١ ، وبلا نسبة في البيان والتبيين ٣ / ٣٧٠ وفي الحيوان (٣ / ٥٥).

[٣] سورة السجدة : الآية : ١٢.

[٤]البيتان من الوافر ، وهما لأبي البرج القاسم بن جبل الذبياني ؛ شاعر إسلامي. شرح الحماسة ١٦٥٨ ، الإيضاح ١ / ١١٤ بلا عزو ، وقبلهما : أرى الخلان بعد أبي حبيب بحجر في جنابهم خفاء.

اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي    الجزء : 1  صفحة : 271
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست