responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي    الجزء : 1  صفحة : 268

الله أنجح ما طلبت به ...

والبرّ خير حقيبة الرّحل

وقوله [١] :

النفس راغبة إذا رغّبتها ...

وإذا تردّ إلى قليل تقنع

أو يذكر احتياطا في إحضاره في ذهن السامع لقلة الاعتماد بالقرائن ، أو للتنبيه على غباوة السامع ، أو لزيادة الإيضاح والتقرير ، أو لأن في ذكره تعظيما للمذكور ، أو إهانة له ، كما يكون في بعض الأسامي ، والمقام مقام ذلك ، أو يذكر تبركا به واستلذاذا له ، كما يقول الموحد : خ خ الله خالق كل شيء ، ورازق كل حي ، أو لأن إصغاء السامع مطلوب فيبسط الكلام افتراضا بسط موسى إذ قيل له : (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ)[٢] وكان يتم الجواب بمجرد أن يقول : عصا ، ثم ذكر المسند إليه وزاد : فقال (هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى)[٣] ، ونظيره في البسط : (نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ)[٤] قد بسطوا الكلام ابتهاجا منهم بعبادة الأصنام ، وافتخارا بمواظبتها ، منحرفين عن الجواب المطابق المختصر ، وهو أصناما. أو لأن الأصل في المسند إليه هو كونه مذكورا أو ما جرى هذا المجرى.


[١]البيت من الكامل ، وهو لخويلد بن خالد المعروف بأبى ذؤيب الهذلي في الدرر (٣ / ١٠٢) ، وشرح اختيارات المفضل ص ١٦٩٣ ، وشرح أشعار الهذليين (١ / ٧) وبلا نسبة في همع الهوامع (١ / ٢٠٦).

[٢] سورة طه ، الآية : ١٧.

[٣] سورة طه ، الآية ١٨. وفي ذكر المسند إليه هنا نكتة أخرى ، وهى أنه لما كان السؤال عن العصا وهى شىء معلوم لا يرتاب فيه ولا يحتاج إلى السؤال عنه ، فكأن ذلك أوقع في نفس موسى تشكيك السائل ، سبحانه ، له في حقيقة المسئول عنه ، فلجأ موسى إلى التأكيد بذكر المسند إليه. وهنا أمر آخر ينبغي الالتفات إليه ، وهو مراعاة حال المتكلم ، حيث يدل ذلك الإطناب من موسى ، عليه‌السلام ، ما كان عليه من أريحية وائتناس بمخاطبة الذات العلية ورغبته في إطالة المقام. والله تعالى أعلم.

[٤] سورة الشعراء ، الآية : ٧١.

اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي    الجزء : 1  صفحة : 268
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست