اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 266
في تركه تطهيرا للسان عنه ، أو تطهيرا له عن لسانك ، وإما للقصد إلى عدم
التصريح ؛ ليكون لك سبيل إلى الإنكار إن مست إليه حاجة ، وإما لأن الخبر لا يصلح
إلا له حقيقة ، كقولك : خالق لما يشاء ، فاعل لما يريد ، أو ادعاء ، وإما لأن
الاستعمال وارد على تركه ، أو ترك نظائره ، كقولهم : خ خ نعم الرجل زيد ، على قول
من يرى أصل الكلام : خ خ نعم الرجل هو زيد ، وإما لأغراض سوى ما ذكر ، مناسبة في
باب الاعتبار بحسب المقامات لا يهتدي إلى أمثالها إلا العقل السليم ، والطبع
المستقيم ، وقلما ملك الحكم هناك شيء غيرهما ، فراجعهما في مثل [١] :
قال لي كيف
أنت قلت عليل ...
سهر دائم
وحزن طويل
كيف تجد الحكم
إذ لم يقل : أنا عليل ، وفي مثل قوله ، حين شكا ابن عمه فلطمه ، فأنشأ يقول [٢] :
[١]البيت من الخفيف
، ولم أعثر على قائله ، وهو في دلائل الإعجاز غير منسوب ١٨٤ ، والمعاهد (١ / ١٠٠)
والإيضاح (١ / ٣٢ ، ٥٦).
[٢]البيتان من
الطويل وهما للمغيرة بن عبد الله الملقب بالأقيشر الأسدي ؛ لحمرة وجهه ، شاعر ماجن
وصّاف للخمر ، مدمن لها ، توفى سنة ٨٠ ه وهما في المعاهد (٣ / ٢٤٢) والإيضاح (١ /
٣٣) بلا عزو ، ودلائل الإعجاز ٩٩.
[٣]البيتان من
الطويل وهما لعبد الله بن الزبير الأسدي يمدح عمرو بن عثمان بن عفان في شعره (١٤٢)
، ونسبهما في الحماسة البصرية (١ / ١٣٥) إلى عمرو بن كميل ، وهما في ديوان إبراهيم
بن العباس الصولي في الطرائف الأدبية (١٣٠) وفي التبيان للإمام الطيبي (١ / ١٤٧).
اسم الکتاب : مفتاح العلوم المؤلف : السّكّاكي الجزء : 1 صفحة : 266