اسم الکتاب : كتاب الإقتراح في علم أصول النحو المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 174
وقال ابن
الأنبارى فى أصوله : استصحاب الحال من أضعف الأدلة ، ولهذا لا يجوز التمسك به ما
وجد هناك دليل ، ألا ترى أنه لا يجوز التمسك به فى إعراب الاسم مع وجود دليل
البناء من شبه الحرف أو تضمين [١] معناه ، وكذلك لا يجوز التمسك به فى بناء الفعل مع وجود
دليل الإعراب من مضارعته للاسم [٢].
وقال فى جدله [٣] : الاعتراض على الاستدلال بالاستصحاب : بأن يذكر دليلا
يدل على زواله [٤] ، كأن يدل الكوفى على زواله إذا تمسك البصرى به فى بناء
فعل [٥] الأمر ، فيبين أن فعل الأمر مقتطع من المضارع ، ومأخوذ منه ،
أما الكوفيون فاحتجوا
بأن قالوا : إنما قلنا إن الياء والكاف فى موضع رفع ، لأن الظاهر الذى قام «الياء
والكاف» مقامه رفع بها على مذهبنا ، وبالابتداء على مذهبكم ، فكذلك ما قام مقامه»
الخ ، وانظر : الإنصاف فى مسائل الخلاف المسألة رقم ٩٧ ص ٦٨٧ ـ ٦٩٥ وهذه المسألة
من المسائل السبع التى أيد فيها الأنبارى مذهب الكوفيين ، وانظر المسألة رقم ١٠ من
الإنصاف ، وهى عن العامل فى الاسم المرفوع بعد لو لا ، وهى من المسائل التى نصر
فيها الأنبارى مذهب الكوفيين أيضا.
[٥] البصريون قالوا :
«الدليل على بناء فعل الأمر : استصحاب الحال ؛ لأن الأصل فى الأفعال أن تكون مبنية
، والأصل فى البناء أن يكون على السكون ، وإنما أعرب ما أعرب من الأفعال أو بنى
منها على فتحة لمشابهة ما بالأسماء ، ولا مشابهة بوجه ما بين فعل الأمر والأسماء
فكان باقيا على أصله فى البناء» الخ.
اسم الکتاب : كتاب الإقتراح في علم أصول النحو المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 174