اسم الکتاب : كتاب الإقتراح في علم أصول النحو المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 129
وقولهم فى «فحصت»
: فحصط [١] بالإبدال طاء ، لتجانس الصاد فى الإطباق ، وهذا الإبدال
إنما يكون فى كلمة لا كلمتين ، فهذه ثمان [٢] علل.
واستدل على
جواز ذلك بأن هذه العلة ليست موجبة وإنما هى أمارة ودلالة على الحكم ، فكما يجوز
أن يستدل على الحكم بأنواع من الأمارات ، والدلالات ، فكذلك يجوز أن يستدل عليه
بأنواع من العلل [٣].
وأجيب بأنه إن
كان المعنى أنها ليست موجبة ، كالعلل العقلية ، كالتحرك لا يعلل إلا بالحركة ،
والعالمية لا تعلل إلا بالعلم ، فمسلم وإن كان المعنى أنها غير مؤثرة بعد الوضع
على الإطلاق فممنوع ، فإنها بعد الوضع بمنزلة العلل العقلية ، ينبغى أن تجرى
مجراها ، انتهى.
[١] فى الأصل : محصت
محصط ؛ والصواب ما ذكرناه وهو مطابق لما جاء فى لمع الادلة.
[٢] بقيت علتان
ذكرهما الأنبارى ولم يذكرهما السيوطى ، الأولى منهما : أنهم قالوا : «زيد ظننت
قائم» فألغوا ظننت ؛ والإلغاء إنما يكون فى المفردات لا فى الجمل فلو لم ينزلوا
الفاعل والمفعول بمنزلة كلمة واحدة لما جاز الإلغاء.
الثانية : قولهم للواحد : «قفا» على
التثنية لأن المعنى «قف قف» قال تعالى : (أَلْقِيا
فِي جَهَنَّمَ)
فثنى وإن كان الخطاب لملك واحد ، وهو مالك خازن النار ؛ لأن المراد به : «ألق ألق»
فنزل الفعل والفاعل منزلة الكلمة الواحدة ؛ ولذا جازت التثنية.
[٣] عقب الأنبارى على
هذه العبارة بقوله : «وليس هذا بصحيح» ثم رد بالجواب الذى ذكر خلاصته السيوطى.
اسم الکتاب : كتاب الإقتراح في علم أصول النحو المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 129