اسم الکتاب : شرح الكافية الشّافية المؤلف : ابن مالك الجزء : 1 صفحة : 492
وكثير من
أصحابنا يجيز ذلك ، منهم الجرمى [١] ، وكثير منهم يأباه منهم الأخفش والمبرد» [٢].
وقال الزمخشرى
بعد أن حكم بمنع الفصل [٣] : «وقد أجاز الجرمى وغيره من أصحابنا الفصل وينصرهم قول
القائل : «ما أحسن بالرّجل أن يصدق».
ومن العجب
اعترافه بنصرهم ، والتنبيه على بعض حججهم بعد أن خالفهم بلا دليل.
ولما كان فعل
التعجب مسلوب الدلالة على المضى ، وكان المتعجب منه صالحا للمضى أجازوا زيادة «كان»
إشعارا بذلك عند قصده نحو : «ما كان أحسن زيدا» ، وكقول الشاعر فى مدح رسول الله صلىاللهعليهوسلم : [من الكامل]
وأما وقوع «ما
كان» بعد «أفعل» نحو : «ما أحسن ما كان زيد» فكثير ، و «ما» ـ فيه ـ مصدرية ، و «كان»
تامة رافعة ما بعدها بالفاعلية ، وفى ذلك ـ أيضا ـ دلالة على مضى المتعجب منه ،
فلو قصد استقباله لجىء بـ «يكون».
[١] هو صالح بن إسحاق
، أبو عمر الجرمى البصرى كان فقيها عالما بالنحو واللغة ، دينا ورعا حسن المذهب ،
صحيح الاعتقاد ، أخذ النحو عن الأخفش ويونس واللغة عن الأصمعى وأبى عبيدة ، وحدث
عن المبرد من تصانيفه : التنبيه ، السير ، الأبنية ، العروض ، مختصر فى النحو ،
غريب سيبويه ، مات سنة ٢٢٥ ه.
ينظر : بغية الوعاة (٢ / ٨ ـ ٩) ، تاريخ
بغداد (٩ / ٣١٣).
[٢]قال المبرد : ولو
قلت : ما أحسن عندك زيدا ، وما أجمل اليوم عبد الله ـ لم يجز ؛ وكذلك لو قلت : ما
أحسن اليوم وجه زيد ، وما أحسن أمس ثوب زيد ؛ لأن هذا الفعل لما لم يتصرف لزم
طريقة واحدة ، وصار حكمه كحكم الأسماء. ينظر : المقتضب (٤ / ١٧٨).
وقال ابن السراج : ولا يجوز أن نقول :
ما أحسن فى الدار زيدا ، وما أقبح عندك زيدا ؛ لأن فعل التعجب لا يتصرف. ينظر :
الأصول فى النحو (١ / ١٠٨).
[٣] قال الزمخشرى :
ولا يتصرف فى الجملة التعجبية بتقديم ولا تأخير ولا فصل فلا يقال :
... ما أحسن فى الدار زيدا ولا أكرم
اليوم بزيد ، وقد أجاز الجرمى الفصل وغيره من أصحابنا ، وينصرهم قول القائل : ما
أحسن بالرجل أن يصدق. ينظر : شرح المفصل (٧ / ١٤٩).
[٤]البيت لعبد الله
بن رواحة فى المقاصد النحوية ٣ / ٦٦٣ ، ولم أقع عليه فى ديوانه ، وبلا نسبة فى شرح
الأشمونى ٢ / ٣٦٩ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢١١ ، ٧٥٢.
اسم الکتاب : شرح الكافية الشّافية المؤلف : ابن مالك الجزء : 1 صفحة : 492