(ش) إذا تقدم
المستثنى على صفة المستثنى منه ففيه مذهبان :
أحدهما : ألا
تكترث بالصفة ، بل يكون البدل مختارا ، كما يكون إذا لم تذكر الصفة ، وذلك قولك : «ما
فيها رجل إلّا أباك صالح» كأنك لم تذكر «صالحا» وهذا رأى سيبويه [٢].
والثانى : ألا
يكترث بتقديم الموصوف ، بل يقدر المستثنى متقدما بالكلية على المستثنى منه فيكون
نصبه راجحا ؛ وهو اختيار المبرد [٣].
وعندى أن النصب
والبدل عند ذلك متساويان ؛ لأن لكل منهما مرجحا متكافئا.
(ص)
وإن تمام دون
مستثنى فقد
يوجد كما
بدون (إلّا) قد وجد
وذا هو
التّفريغ وهو لا يرد
إلّا بنفى ،
أو كنفى معتضد
(لا تزر إلّا فتى لا يتّبع
إلّا الهدى
وهل زكا إلّا الورع)
ص ٣٩٦ (ضرى) ، وجمهرة
أشعار العرب ص ٩٥٩ وبلا نسبة فى المخصص ٣ / ٣٨.
[٢]قال سيبويه : فإن
قلت : ما أتانى أحد إلا أبوك خير من زيد ، وما مررت بأحد إلا عمرو خير من زيد [وما
مررت بأحد إلا عمرو خير من زيد] ، كان الرفع والجر جائزين ، وحسن البدل ؛ لأنك قد
شغلت الرافع والجار ، ثم أبدلته من المرفوع والمجرور ، ثم وصفت بعد ذلك. ينظر الكتاب (٢ / ٣٣٦).
[٣]قال المبرد :
وكان سيبويه يختار : «ما مررت بأحد إلا زيد خير منك» ، لأن البدل إنما هو من الاسم
لا من نعته ، والنعت فضلة يجوز حذفها ... وكان المازنى يختار النصب ... والقياس عندى قول سيبويه ؛ لأن الكلام
إنما يراد لمعناه. ينظر : المقتضب : ٤ / ٣٩٩ ، ٤٠٠.
ومن هذا النص بدا لنا أن المبرد اختار
مذهب سيبويه لا مذهب المازنى ، كما صرح بذلك ابن مالك.
اسم الکتاب : شرح الكافية الشّافية المؤلف : ابن مالك الجزء : 1 صفحة : 317